Friday, January 14, 2011

عندما يستجيب القدر


عندما يستجيب القدر ! ـ

حماة الحمى يا حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمــن

لقد صرخت في عروقنا الدما نموت نموت ويحيا الوطن

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكســر

حماة الحمى يا حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمــن

لقد صرخت في عروقنا الدما نموت نموت ويحيا الوطن


نعم ! استجاب القدر! وليس قول الشاعر المصري مصطفى صادق وأبيات الشاعر التونسي العظيم أبو القاسم الشابِّي في النشيد الوطني التونسي مجرّد كلام! إنها وبالتأكيد فعل إيمان جسّده وترجمه الشعب التونسي فعلاُ على الأرض. فعلُ امتزج بالدم والنار وتخمّر فأثمر ثورة وحرية وسيادة واستقلال!

ما حصل اليوم في تونس أقل ما يمكن وصفه بالتاريخي ! هوذا الشعب الذي أتى بالرئيس زين العابدين بن علي منذ حوالي العقدين من الزمن، يطيح به اليوم ! هو الشعب الذي أدخل الحاكم من باب الحكم الواسع المنبثق من الشرعية الحقيقية يعيد إخراجه اليوم من الباب نفسه وهو ولّى إلى غير رجعة.

الشعب التونسي الذي يعاني شبابه من البطالة ومجتمعه والغلاء المعيشي، ثار في نهاية المطاف على من لم يتمكن من تأمين العيش الكريم له ولأولاده.

هذا الشعب العربي الذي اعتاد على سماع صيحات : بالروح بالدم نفديك يا زعيم... صرخ موحدّاً اليوم : ليمت الحاكم وليحيا الشعب ولتحيا الأمّة وليحيا الوطن!

هذا الشعب لا يمكن إلا إحترامه واحترام العزيمة والقدرة والجرأة لديه في الوقوف يدّ واحدة

يقول " لا " !

لا للظلم والطغيان

لا للهيمنة على السلطة

لا لحكم الوراثة والتوريث وتقاسم الثروات على حساب الشعب والناس.

هذا الشعب شبع ذلاً وخوفاً وارتباكاً من أنظمة العسكريتاريا التي لا تنفكّ تنتج ذاتها بدون جدوى! يودع اليوم أرقام الـ 99,99% ... ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحكم، عساها تحمل كل الخير لهذا الشعب الطيّب فينطلق وحكومته الجديدة ورئيسه الجديد في رحلة إصلاح شاملة للنظام السياسي بكل أركانه.

أما الرسالة ، وهي الأهم : هي رسالة إلى كل الأنظمة العربية التي يجب أن تأخذ من تونس نموذجاً وتطلق العنان لرحلة الإصلاح فيها كي لا يصل شعبها إلى المرحلة التي وصل إليها الشعب التونسي. فتتفادى الانهيار وتصلح ما أمكنها إصلاحه قبل فوات الأوان.

أيتها الشعوب العربية أنصتوا إلى صوت الحرية في داخلكم

لا تستسلموا ولا تخافوا ! ما من قدرة في العالم تفوق قدرة الشعب إذا توّحد!

لأنه إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر. وسيستجيب إلى نهاية الأزمنة!

فيليب أبوزيد

Sunday, January 9, 2011

نحو قطاع زراعي "مثمر" في لبنان


نحو قطاع زراعي "مثمر" في لبنان

"... ويل لامة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج" – جبران خليل جبران

من قمّة روما إلى عواصم العالم وصولاً لبيروت، العنوان واحد: "أهمية إعادة تفعيل السياسات الزراعية وحثّ الحكومات لمضاعفة الإنتاج وتخفيض الأسعار". فطغى الجدل حول الوقود الحيوي والمساعدات الزراعية على افتتاح قمة "التغير المناخي والطاقة والغذاء" في روما (حزيران 2008) والرامية الى مناقشة سبل مواجهة الجوع والاضطرابات الانسانية الناجمة عن ارتفاع الاسعار العالمية للغذاء، إضافة الى مساعدة الدول الفقيرة على انتاج مزيد من المواد الغذائية لاطعام مواطنيها. وما من تعبير أبلغ من الذي افتتح به الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون القمة المنعقدة في مقر منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة "الفاو"، داعياً أمام 50 رئيساً ورئيس وزراء إلى خفض الرسوم التجارية ورفع الحظر على الصادرات، معتبراً أن "ليس ثمة ما هو أكثر إذلالاً من الجوع، وخصوصاً حين يكون من صنع البشر". ولتفادي أزمة غذاء تقارب المجاعة العالمية بحدود العام 2030، وجب زيادة الانتاج الغذائي بنسبة 50 في المئة لتلبية حاجات الشعوب في كل دولة. كما قدّرت "الفاتورة العالمية" للتغلب على أزمة الغذاء بما بين 15 ملياراً و20 مليار دولار سنوياً. وفيما صدر عن البنك الدولي إنه كان ثمة ارتفاع للأسعار بنسبة 83 في المئة في السنوات الثلاث الاخيرة، حذّرت هذه المنظمة المالية الدولية وكالات الاغاثة من أن ارتفاع أسعار الغذاء قد يزيد عدد من يعانون الجوع إلى 850 مليوناً.

أمام هول هذه الأرقام، لم تحّرك الحكومة اللبنانية ساكناً، فهي لم تعتبر أن هناك أزمة. تماماً كما هو حاصل مع باقي الأزمات، حيث يتم التعامل معها متبّعين سياسة "النعامة" فعوض أن نبادر لعلاج جذري للمشكلات، ترانا نعيش على المسكّنات والبنج اللذين، حالما يزول فعلمها، يبرزان مدى الوجع والألم الذي يعانيه الشعب اللبناني من جرّاء هذا التعاطي السطحي مع مسائل أقلّ ما يقال عنها بأنها حيوية وأساسية لإنهاض البلد. فعلى سبيل المثال، وإحدى هذه "المسكنّات"، كل المساعدات المالية التي يحصل عليها لبنان، لا سيما في المجال الزراعي. فهل يعلم القارىء بأن الدولة اللبنانية حصلت على 60 مليون يورو مخصصة لخسائر القطاع الزراعي؟ أراهن على أن مزارع البطاطا الذي تُلف محصوله في البقاع، لم يشتم رائحة "يورو واحد" بل لعلّه عانى من رائحة العفن الذي لحق بمحاصيله.

وكي لا يبدو كلامنا سلبياً، أو فقط للإنتقاد الهدّام دون تقديم الحلول البديلة، سنقوم بعرض لأبرز ما يمكن أن تعتمه الحكومات لدعم الزراعة والمزارع في لبنان ... قبل فوات الآوان. فلمّا كان واقع الزراعة اللبنانية بحاجة ماسّة إلى إعادة تفعيل، وجب اعتماد سياستين بنويّتين، الأولى داعمة لدخل المزارع وتقدّم له المساعدات والثانية داعمة للقطاع ككل، يبرز من خلال اعتماد سياسة زراعية تمتد لفترة محددة من الزمن ومعروفة الأهداف من أجل النهوض بهذا القطاع نحو الأفضل.

أولاً، في سياسة حماية وتطوير الإنتاج ودعم الأسعار:

1- دعم أسعار البضائع وشراء المحاصيل الزراعية المتبقية لدى المزارع بسعر الدعم.

2- التعويضات للمزارعين (ترك المبادرة الفردية للمزارع ولكن يجب أن تكون له ضمانات تحميه من الخسارة).

3- حماية دخل المزارع والإنتاج الوطني من المنافسة الخارجية عبر اتباع سياسة حمائية للإنتاج اللبناني تترافق مع شروط كمّية ونوعية يمكن فرضها على البضاعة الأجنبية إلى جانب فرض الضرائب والمعاملات الجمركية المعقّدة. وعلى صعيد تقديم المساعدات، ينبغي إمداد المزارعين بالمساعدات والمعدّات بأسعار الدعم كما التعويض في حال الحرب والكوارث الطبيعية التي تتنج إلى جانب مساعدات ذات طابع اجتماعي في مناطق الأرياف المحرومة. هذا في ما يتعّلق بدخل المزارع والأمور المحيطة به.

ثانياً، في السياسة الزراعية الشاملة لتحسين البنى الزراعية على المدى الطويل من خلال:

1- التأثير على حجم الحيازات الزراعية (إلغاء الحيازات والكميات الصغيرة لأنها مكلفة).

2- التأثير على بنية الأعمار في القوى العاملة الزراعية.

3- تحسين البنى التحتية المواكبة للنشاط الزراعي.

4- تطوير البحث والإرشاد الزراعي عبر تعميم التقنيات الزراعية الجديدة.

5- اعتماد سياسة تمويل زراعية (إيجاد بنك للتسليف الزراعي وبفائدة مخفّضة).

6- التشجيع على إنشاء التعاونيات المتخصصة بالتسليف الزراعي وبيع الإنتاج وإيجاد أسواق لتصريفه.

لماذا أكتب ؟

Thursday, August 26, 2010 at 10:32am

اتصلت بي الزميلة راغدة الرجي لتعاتبني وتسألني لماذا لم أعد أكتب وأعبر عن رأيي في مسائل لطالما كانت تعني الشباب والمجتمع والسياسة... وفي الواقع بررت الإجابة بانشغالاتي وبطبيعة عملي ووعدتها في ختام الحديث ان أعود إلى الكتابة عندما تسنح الظروف. لكن رحت أفكّر... ترى، لماذا سأكتب؟ وعمّن؟ وهل سيكون رأيي مسموعاً إذا كتبت؟ وهل هناك مكان للكتابة وأهل القلم والرأي في زمننا؟ في الزمن الذي طغت فيه "المصادر المقرّبة والموثوقة" على كلمة الشرف والصدق والصدقية؟ في زمن كثر فيه النفاق والتكاذب المشترك "والضحك على الذقون" في وقت يتأرجح البلد على كفّ عفريت...

هل أكتب في زمنٍ تحوّلت فيه بعض وسائل الإعلام أدوات "شتم" لهذا الفريق أو ذاك؟ وفي زمن تبدلت وتبهدلت فيه الصحافة وانحدر بها البعض إلى مستوى "باش كاتب" عند أصغر "فرخ" في السياسة؟ ماذا أكتب في زمنٍ لم يعد فيه قيمة للحقيقة والعدالة وتحول المجرم ضحية، والقاتل نعجة والضحية

جلاداً؟ أأكتب في زمن الانحطاط والانحدار السياسي حيث باتت السياسة حكراً على "الورثة" أو أصحاب الأموال والثروات الطائلة التي يرشون ويشترون بها الأبواق والأقلام للدفاع عنهم وعن مشاريعهم الهدّامة للوطن ولشعبه؟ لماذا أكتب عندما لا تتحقق أدنى وعود السياسيين في هذا البلد المحكوم بالعذاب المؤبد والملعون "بالتعددية" في وقت هي نعمة حولناها نقمة بل كارثة أزلية على النظام وأهله؟

لماذا أكتب؟ في بلد ننام ونصحو فيه على التهويل والتهديد والوعيد بالحروب الأهلية والفتن المذهبية والخطابات النارية التي تترافق بطلقات نارية تنهمر على رؤوس المواطنين وكأنه لا يكفيهم هول الخطابات السياسية لتنال منهم "رصاصات الإبتهاج" القاتلة فتكون لهم بمثابة "جائزة الترضية" إذا جرحوا، وبمثابة "الجائزة الكبرى" في ما لو "على ربّهم توكلوا" وارتاحوا من مشقات العيش في لبنان؛ هل أكتب عن الفساد في الإدارة والسياسة حيث لا وجود لأصحاب الكفاية العلمية وحيث لا تطبّق معادلة : الشخص المناسب في المكان المناسب؟ أم أكتب عن غياب الرؤية الاستراتيجية للبلاد والتفكير في مستقبل الأجيال والشباب وحتى السؤال عن مصير العجزة في البلد؟

أم تراني أكتب عن حال المرضى في بلادي؟ وكيف يعيشون ويموتون ألف ميتة في اليوم وهم يبحثون عن الدواء ان لم أقل "يستعطونه" من أمام المؤسسات الحكومية والضمان وغيرها .... أم أكتب عن غلاء الأسعار والمعيشة والفحش اللاحق بكل القطاعات دونما استثناء... من ربطة الخبز إلى "شربة الماء" وصولاً إلى تأمين مسكن في لبنان... كان يقال في الماضي "نيال اللي عندو مرقد عنزة في لبنان" أما اليوم فبتنا نقول : نيّال اللي عندو "معاش شهري" يخوّله الحصول على قرض سكني ليتمكن من شراء "مرقد عنزة" في لبنان... .ولماذا أكتب؟

فيليب أبوزيد

غداً لناظره ... مُريب

إن غداً لناظره ... مُريب

في حمأة الكلام عن القرارات الإتهامية والسيناريوهات المرتقبة من فتنة وتسوية وصفقات لا يعلم عنها شيئاً حتى مطلقيها، يقف المواطن اللبناني المعتّر "الذي لا ناقة له ولا جمل ولا حتى فرخ دجاجة" من كل ما يحصل مكتوف الأيدي عند عتبة العام الجديد 2011. يقف متأملاً ولعلّ الأسئلة تتزاحم في مخّه تماماً كزحمة السير الخانقة عندنا، فيسأل:

خمس سنوات من عمرنا تراها أين ذهبت ؟ فقد عرفنا زمن الانكسارات كما الهزائم، عشنا زمن الانتفاضات كما الشتائم، واختبرنا

زمن الحروب وسلام الحمائم... ولّوا إلى غير رجعة

كل فريق حقق ما حققه في السياسة، كسب ما كسب وخسر ما خسر. بعضهم ارتفعت أسهمه في الداخل وانخفضت في الخارج، وبعضهم يستجدي الخارج ليرفع أسهمه في الداخل.

زحمة ما بعدها زحمة من التساؤلات-الهواجس التي تقضّ مضجعه، هذا "المووواطن" الذي ظنّ للحظة أن بلده تحررّ من سلطة الوصاية فيراها تعود من كل الطاقات وليس من طاقة واحدة والحمدلله فالمحبيّن كثر!

هذا المواطن الذي ظنّ أن زمن الانتصارات على العدو الإسرائيلي سيجعل شعبه يتوّحد في الداخل لينسى نهائياً مسألة الانقسام وتقاسم السلطة وأكلة الجينة... فهو، على حدّ علم كثيرين، بات يشتهي فتات الخبز المتساقط من ولائم هؤلاء. هو بات يشحذ لقمة العيش المهددة رقبته بها، لأن برقبته عائلة تريد أن تعيش في وطن النجوم لبنان. هو بات يستجدي سعر تنكة البنزين التي تشبه رؤوساً تنكية كثيرة (دون القصد بإهانة التنك).

هذا المواطن، ما همّه القرار الظنّي ؟ وماذا تعنيه التسوية مهما علا شأنها في السياسة طالما أنها ليست "تسوية" لوضعه المعيشي المهترىء الذي يشبه الزفت (الزفت الحقيقي وليس زفت الإنتخابات التي يشتري بها بعض المرشحين بعض الناخبين) !؟

لا يظننّ أحد بأنه لا يريد معرفة الحقيقة ، والحقيقة هنا ليست مفصّلة على قياس هذا الفريق أو ذاك، لأن الحق والحقيقة يحرران الإنسان ويجعلانه يعرف عدّوه من صديقه، ولكن الحقيقة أيضاً تقضي بأن نترك لكل ذي شأن شأنه... دعونا ننتظر ولا نرسم السيناريوهات الهيتشكوكية قبل صدور الخبر اليقين...

الكلام لا يزال في بدايته، والقّصة لديها فصول وفصول، إنها فصول من حكاية العذاب التي يعيشها اللبناني ولا يحرّك ساكناً ... تراه تخدّر من كثرة الألم فما عاد يشعر بفداحة المصيبة التي يعيشها... أم هو فقد كل أملٍ بالتغيير؟ صدقّوني "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وإن غداً لناظره ... مريب !

فيليب أبوزيد


هل حان وقت لبنان ؟

سقطت الرموز... فهل يرتقي الوطن؟     لم يكن أحد يتوقّع أن سيد المقاومة يمكن أن تمسّه اسرائيل. لم يكن أحد يتوقّع أن هالة "#نصر_الله...