Wednesday, October 26, 2016

الخيط الرفيع بين قلّة الأدب وحريّة التعبير




القباحة ليست في الشكل الخارجي للإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فمه !
هذا ما عشناه في الساعات الأخيرة على مواقع الشتم الاجتماعي... وهذا ما يحصل عندما تتحول مواقع للتواصل والتعبير الى مواقع لنشر الحقد والسخرية والتحقير.

منذ يومين كتبت معلّقاً على كم السخرية الهائل الذي يتداول به اللبنانيون أي حدث سياسي أو اجتماعي... نكات وهزل حتى كاد البعض يعتبرنا شعب مهرّج لا يفقه إلا بالأرغيله وطق الحنك ... واليوم وبعد صدور نتائج مباراة ملكات الجمال في لبنان... انهمرت التعلقيات المجرّحة بحق الفائزة في اللقب.
هذا وكال البعض الشتائم على الفتاة ضاربين عرض الحائط مشاعر أهلها وأصدقائها ومشاعرها الشخصية التي قد تسببّ لها بصدمة سلبية ونفسية لا تنتهي عواقبها مع انتهاء العام الذي ستكون فيه ملكة جمال لبنان.
المشكلة الأساسية هنا هي في الخلط بين الحريّة في التعبير والأخلاقيات والقواعد التي يجب على المرء احترامها في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. 
إن المشكلة الكبرى هي أن هذه المواقع أعطت الحرية لمن هو أهل ومن لا يتمتع بأدنى شروط التواصل والأخلاق لأن يعبّر عن رأيه أمام العلن دون محاسبة أو رقابة... صار الكل يريد التنظير بما يفقه ولا يفقه.
أحقاد وشتائم وقرف بات يشبه الحالة التي نعيشها.
من كان لديه اعتراض على النتيجة فليعبّر للمنظمين عن ذلك. للدولة . للمعنيين . لوزارة السياحية... لكن ما ذنب المشتركة لكي تسلخ بالطريقة التي سلخت وشتمت بها ؟
حبذا لو كان هذا المجتمع المريض نفسه يثور على العهر المتفلّت على الشاشات.
حبّذا لو كان هؤلاء يقومون بواجبهم الوطني من خلال نشر التوعية في المواضيع السياسية والصحية والاجتماعية عوض نشر السموم البغيضة على الناس.
إن المشكلة الثانية هي أن المجتمع اللبناني صار "بلا مربى" ! وفقد القيم الاخلاقية حتى صار الحذاء الذي يضربونه به يصرخ : "بأي ذنب أضرب" ؟

@philabouzeid

ليل 13 - 14 نيسان 2024 انخراط ايران المباشر وتداعياته

  بتقديري أن #الرد_الإيراني لا يمكن أن يكون أكبر من الذي شهدناه على الضربة الاسرائيلة التي استهدفت "القنصلية" الايرانية في سوريا....