Tuesday, September 13, 2011

أيلول 2001 – أيلول 2011 هل تنتهي الحرب على الإرهاب ؟






لم يتوقع الشعب الأميركي يوماً أن أمنه القومي الداخلي سيكون عرضة لأعمال إرهابية ، كما لم يتوقع أحد هذا الكمّ من العداء للأمة الأميركية بالشكل الذي ظهر يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 .

ذاك اليوم الذي استفاقت فيه الولايات المتحدة الأميركية على الخبر الفاجعة!

أربع طائرات مدنية لتسيير رحلات داخلية، أقلعت من شمال – شرق الولايات المتحدة ، تم خطفها وتحوير مسارها. فاصطدمت طائرتان منها ببرجي مركز التجارة العالمي في منهاتن - نيويورك، أما الطائرة الثالثة فاصطدمت بمبنى "البنتاغون" والرابعة تحطمت في بنسلفانيا حيث قيل بأنها كانت تتجه إلى مبنى الكابتول.

توجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن الذي أعلن تنظيمه تبني هذه الهجمات في رسالة واضحة حملت العداء إلى أميركا والعالم الغربي.

ولكن هذا العداء الذي تكنّه القاعدة للولايات المتحدة ليس بحديث العهد ، لقد سبق هجمات ايلول استهداف مصالح وسفارات أميركية في بلدان عدّة، أبرزها كان في العام 2000 حيث تم تفجير سفينة "يو إس إس" كول الأميركية في خليج عدن في اليمن. ما أدى إلى مقتل 17 من البحارة الأميركيين وجرح العشرات.

وقد أوقعت اعتداءات 11 أيلول الإرهابية حوالي 3000 ضحية، ما دفع الرئيس جورج بوش مساء يوم الكارثة إلى إعلان "الحرب على الإرهاب" وقيادة حملة "محور الخير" ضد "محور الشر". وفي أوكتوبر من العام نفسه غزت الولايات المتحدة أفغانستان وقضت على نظام حركة طالبان. وبعد عامين في العام 2003 شنّت أميركا حرباً على نظام صدام حسين في العراق بحجة مساندته للإرهاب العالمي وسعيه للحصول على أسلحة دمار شامل.

أما في العام 2006 وإثر اندلاع حرب تموز بين حزب الله في لبنان وإسرائيل ، برز موقف لافت لوزيرة الخارجية آنذاك كونداليزا رايس حيث أعلنت أن هذه الحرب هي بمثابة المخاض العسير لولادة الشرق الأوسط الجديد...

ولعلّ أكبر إنجاز حققته الإدارة الأميركية في حربها على الارهاب تمثل بالقضاء على زعيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو/أيار الماضي ، الأمر الذي أراح الأمريكيين وعدداً كبيراً من عائلات ضحايا 11 أيلول الذين يتذكرون هذه المأساة اليوم بحسرة وقد بدا الأمر واضحاً في إحياء ذكرى 10 سنوات على هذه الأحداث في منهاتن الأحد الماضي.

وبالعودة إلى السياسة الأميركية ، فأن أميركا تستعد اليوم إلى إنهاء تواجدها العسكري في العراق والبدء في انسحابها من أفغانستان. وقد سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما - الذي شكل انتخابه في العام 2008 إلى قلب صفحة تاريخية في أميركا بكونه أول رئيس أسود ومن جذور إسلامية - إلى المصالحة بين بلاده والعالم الإسلامي.


فكان خطاب القاهرة عام 2008 الذي شدد فيه على التعاون بين الأمتين الإسلامية والأميركية وبكون أميركا والاسلام ليسا بنقيضين بل يتشاركان مبادىء سامية وعالمية (...) غير أن أوباما نفسه أعاد التأكيد على إصرار أميركا على دعم إسرائيل ومحاربة الإرهاب في خطابه في مؤتمر "أي باك" لدعم اليهود حيث أكدّ أن اللّحمة بين اسرائيل وأميركا "غير قابلة للكسر" وأن أميركا لن تسمح بتعريض أمن إسرائيل للخطر مهما يكن. كما أنه أتى على ذكر الحركات المتشددة والتي وصفها بالارهابية مسمّياً "حزب الله" وحركة "حماس" بالاسم. إن دل هذا على شيء، فهو أن الحرب على الارهاب، وإن زالت مظاهرها (احتلال العراق وافغانستان) غير أن سياسة الولايات المتحدة تجاه الحركات "الجهادية" – وهناك اختلاف في التسميات فالبعض يسمّيها "إرهابية" – لم ولن تتغيّر.

إلى اليوم لم يعرف كيف سيكون شكل هذا الشرق الأوسط الجديد أو المشروع الأميركي في المنطقة ، كما لم يعرف ما إذا انتهت الحرب على الإرهاب أم هي مستمرّة...

غير أن ثورات العالم العربي لا سيما في مصر وتونس وليبيا ... بدأت تشير إلى أن تغييراً ما قد يطرأ على خريطة الدول العربية وسط ما يحكى عن تدخلات أجنبية حيناً ومؤامرات أميركية حيناً آخر.

فهل سيشهد العالم العربي ولادة أنظمة إسلامية متطرفة تستكمل العداء للأمة الأميركية ؟

أم سنشهد ولادة أنظمة أكثر انفتاحاً وتفتح صفحة جديدة مع أميركا والعرب ؟

الأيام القليلة المقبلة تحمل لا شكّ إجابات واضحة وصريحة سنبني عليها تحركات أميركا و"مخاض" حربها على الإرهـــاب.

فيليب أبوزيد .


هل حان وقت لبنان ؟

سقطت الرموز... فهل يرتقي الوطن؟     لم يكن أحد يتوقّع أن سيد المقاومة يمكن أن تمسّه اسرائيل. لم يكن أحد يتوقّع أن هالة "#نصر_الله...