Tuesday, April 19, 2011

بطريرك جديد ... أمل جديد


(*)

إنه "البشارة"... وها هو "الراعي" الجديد للبيعة وللموارنة يطل علينا في يوم مشرق من تاريخ لبنان. الفرحة العارمة وصوت زغاريد النساء على وقع قرع أجراس الكنائس تهليلاً بانتخاب البطريرك أعطت فرصة جديدة للمسيحيين في لبنان والشرق وواحة أمل تمحو ظلمة دامسة تحوم حول مستقبلهم ومصيرهم في لبنان والمنطقة. فهل يحقق البطريرك السابع والسبعون (والرقم 7 يعني علامة النصر ويحمل معانٍ روحية كبيرة في كنسيتنا) طموح وآمال الشعب اللبناني والطائفة المارونية على وجه الخصوص ؟

وهل تكتمل المصالحة المسيحية-المسيحية مع عهد البطريرك بشاره الراعي ؟ فنشهد للمرة الأولى منذ 3 عقود مصافحة القادة الموارنة تحت سقف بكركي الجامع لنضع حداً للشرخ القاتل في صفوف المسيحيين؟

ولعل أسئلة الناس (ومنها ما يطاول حدّ السخافة) عن "لون" البطريرك السياسي أبرز مثال على قعر الانحطاط الذي أوصلنا إليه "زعماء الطائفة السياسيين" والذين بفعلتهم هذه - التي لن يغفرها التاريخ - حوّلوا دور الموارنة من روّاد في السياسة إلى "ملحقين" في بعض الأحيان لجمهور هذا الزعيم أو ذاك من الطوائف الأخرى، حتى وصلنا إلى مرحلة بات يقرر فيها الآخرين مصير الموارنة. وهذا الأمر بالذات يتناقض والدستور الذي دعا إلى المشاركة أولاً وأخيراً، والأهم أنه يتعارض ودور الموارنة في التاريخ الذي قال فيهم يوماً الكاتب ميشال أبو جودة "بأنهم ملح لبنان"... وقبل أن يفسد الملح وتدوسه الأقدام "كما جاء في الأنجيل المقدّس" لا بد لنا من وقفة تاريخية تعلن بداية عهد جديد للموازنة والمسيحيين في لبنان والشرق.

حجم المسؤوليات الملقاة على كتفي البطريرك هي بحجم "الصليب" الذي حمله السيد المسيح، ولا ريب أن المطلوب منه كثير ولكن العناية الإلهية التي حملته بشارة إلينا شاءت أن يكرّس بطريركاً في عيد البشارة الوطني في 25 من الشهر الحالي؛ العيد الذي يحتفل فيه المسيحيين والمسلمين معاً كدلالة قاطعة على رسالة لبنان السرمدية الأبدية والأزلية وهي التعايش أولاً وأخيراً.

فلا لبنان دون جناحيه المسلم والمسيحي، ولا لبنان أيضاً بفقدان تلك الطائفة دورها أو تراجع أخرى. وفي هذا السياق نطلب من البطريرك الجديد العمل على إعادة العمل بالثوابت المسيحية - ثوابت بكركي والكنيسة – وأبرزها عدم الاقتتال ضمن الطائفة مع حريّة الرأي والاختلاف في السياسة إلى ما شاء الله، شريطة ألاّ يصل الأمر إلى حد التلاعب بمصيرنا في لبنان والشرق.

البطريرك الجديد يتمتع بحب واحترام لدى معظم اللبنانيين ، وبالأخص في أوساط الشباب والشابات الذين عبّروا عن فرحتهم بانتخاب بطريرك يعتبرونه خير ممثل لهم، وانطلقاً من هنا لا بدّ من إعادة تفعيل دور الشباب في لبنان عامة وضمن الطائفة المارونية على وجه الخصوص لدمجهم ضمن عمل مؤسساتي اجتماعي يعيد بثّ الأمل في صفوفهم والأهم هو دعم الشباب في تأسيس مستقبلهم من خلال إيجاد مشاريع سكنية واقتصادية تمكنهم من العمل والإنتاج وإزالة فكرة الهجرة نهائياً من رؤوسهم.

في الختام لا بد من توجيه تحية وفاء لمن تربع على عرش البطريركية المارونية لربع قرن وكان خير ممثل لهذه الطائفة العريقة والتمجذرة في لبنان وكل أمنياتنا بنجاح مسيرة البطريرك الجديد مار بشاره بطرس الراعي.

فيليب أبوزيد

كتب هذا المقال عشية انتخاب البطريرك بشاره الراعي(*)


هل حان وقت لبنان ؟

سقطت الرموز... فهل يرتقي الوطن؟     لم يكن أحد يتوقّع أن سيد المقاومة يمكن أن تمسّه اسرائيل. لم يكن أحد يتوقّع أن هالة "#نصر_الله...