لم اكن بوارد
الكتابة عن الموضوع ولكن بعد التفكير بما حصل مع صديق مقرّب جداً ذات يوم مشؤوم ( السبت 25 آب
2018 ) في منتجع سياحي ( مرموق ومحترم ) في منطقة الجيّة في لبنان، دفعني لأخبر عن
تجربة "زبون" جاء ليمضي نهار عطلة في مكان احبّه وزاره على مدى موسم
كامل ، فانتهى به لاعناً الساعة التي وطأت قدمه هذا المكان.
كلّنا نحبّ
الشاورما ، بعضنا يحبّها باللحم والطراطور والبعض الآخر يحبّها بالدجاج والتوم ...
خاصّة اذا كللّتها البطاطا المقلية... لكن ما لم يجرّبه أحد من قبل ( لحسن الحظ )
هي الشاورما بالذباب !
وما أدراكم ما
الذباب ! نعم انه موسم الصيف وكثر الذباب على الشواطىء لنظافتها ورائحتها العطرة
التي تفوح بالمجارير... احبّت أن تزور
المطبخ فانتهى بها الامر مشوية مع سيخ الدجاج لتستقر في كعب الصحن الذي لحسن الحظّ
لم يكمله وإلا لما استطاع اخباري لكتابة هذه السطور !
الصدمة والذهول !
شعور انتاب صديقي ورفيقته التي كانت تشاركه هذه المائدة الفاخرة... اعلما المدير
بالامر، اخذ الصحن ببرودة شاعرية وقال : كثر الذباب هذه الفترة بسبب قيام
المزارعين بوضع السماد لمزروعاتهم!
وما همّنا نحن
كزبائن السبب ! هل المطبخ في الهواء الطلق ؟ ومن يراقب معايير سلامة الغذاء
والنظافة داخل المطعم؟ ولماذا لا يعمد هذا المنتجع الى رشّ المبيدات لمنع الحشرات
والذباب من التسلل الى طعام الزبائن ؟
ان نكتفي هنا،
فللحديث تتمّة ... والاطر لمتابعة هذا الملف عديدة... في مكان بدأناه منذ زمن على
شاشة التلفزيون... لكن الكلام الآن هو فقط لمشاركة هذه التجربة التي انتهت باعتذار
وشطب ثمن الصحن الشهير عن الفاتورة وصحن بطّيخ للتعويض... كان مردوداً مع الشكر !
فمن أين تأتي
الشهية لألتهام البطيخ بعد رؤية ذاك المشهد المأسوي : ذباب متفحّم في الشاورما.
لم أعد استغرب
شيئاً في هذا البلد ... ولن أسأل عن المحاسبة ... فهناك جرائم أكبر ترتكب بحق
لبنان ولا من يسأل او يعاتب.
قال صديق ممازحاً
بعد سماعه الحادثة : ما أدراك ما البروتينات في الذباب هل الصين افضل منا؟
لم أكن أعلم ان
الجيّة أصبحت هونغ كونغ ! ولم أكن أعلم أن الشاورما بالذباب أصبحت مدرجة على لائحة
الطعام في المطبخ اللبناني.
والسلام !
فيليب أبوزيد