Tuesday, September 1, 2020

من لبنان الكبير الى لبنان الجديد

 كتب الكثير في المئوية الاولى للبنان التي ترافقت للأسف مع انفجار من اكبر الانفجارات (غير النووية) في العالم.

انفجار محا معالم العاصمة التي نحبّها والتي كبرنا فيها والتي كانت على مدى سنوات ملتقى الحضارات والتنوّع والانفتاح.

انفجار بيروت الكبير ترافق مع مئوية لبنان الكبير وعوض ان نحتفل بالمئوية الاولى للوطن رأينا انفسنا نبكي عاصمة وشهداء ووطن بسبب الفساد المستفحل في كل تفاصيل لبنان.

ليس هذا لبنان الكبير الذي اراده اعيان لبنان .

ليس هذا لبنان الكبير الذي طالب به البطريرك الحويك.

وهنا لا بد من فتح نافذة على التاريخ فولادة لبنان الكبير أتت بعد جهود البطريرك الياس الحويك، ابن الخوري بطرس الحويك من بلدة حلتا – البترون الذي انتخب بطريركاً بتاريخ 6 كانون الثاني سنة 1899 في بكركي، وزار السلطان عبد الحميد خلال سنة 1905، فنال منه وساماً رفيعاً. ولمّا عاد إلى لبنان رفع نصب تمثال سيدة لبنان في حريصا لأنها نجّته من ظلم ذلك السلطان.

في أيامه كانت الحرب العالميّة الأولى التي أحكم فيها العثمانيون حصاراً على جبل لبنان، مات عشرات الألوف من أبنائه بسبب الجوع. لعب البطريرك دوراً في استعادة المناطق المنسلخة عن لبنان وهي معلقة زحلة وبعلبك وراشيا وحاصبيا، وترأس الوفد اللبناني إلى مؤتمر الصلح في باريس سنة 1919 ليطالب باستقلال لبنان بحدوده التاريخية، وقد دعي بحقّ بطريرك الجميع. واستقلال لبنان لم يكن أمراً سهلاً. اقفلنا النافذة على التاريخ.

وليس هذا لبنان الكبير الذي نريده نحن الشباب في مقتبل العمر بعد ان امضينا اولى سنوات حياتنا في هذا البلد وكبرنا على حروب التسعينات وحروب الشوارع وحروب مع الاعداء عام 2006 والحروب الداخلية عام 2008 والاقتتال المذهبي واليوم حروب اقتصادية ودمار عشناه وكدنا نموت فيه في انفجار الرابع من آب 2020 وهي سنة التحوّلات والانفجارات والويلات على اللبنانيين وما اشبه هذه السنة بسنة 1915 حيث المجاعة الكبرى والجراد والحصار والحرب العالمية الكبرى.

نعيش مرحلة استثنائية وتاريخية ومصيرية من عمر لبنان السياسي.

نعيش في كنف وطن يريد كل مكوّن فيه أن يحصل على الحصة الاكبر من النظام والحكم والتأثير على مجريات الأحداث والقرار السياسي.

هذه المغامرات التي بدأت منذ انطلاق المئوية خاضتها وتخوضها الطوائف التي هي لعنة لبنان ونعمته في وقت واحد.

الطوائف التي كانت قيمة مضافة للبنان يوم تأليفه ونشأته أصبحت اليوم نقمة مضافة وضريبة ثقيلة على النظام السياسي لدرجة ان كثر بدأوا يطالبون بإلغاء امتيازات ومفاعيل النظام الطائفي والتوجّه نحو دولة علمانية تشبه الى حد كبير الدولة المساهمة في اعلان لبنان الكبير – وعنينا فرنسا.

وهذا المطلب ليس سهلاً لان الانتقال الى الدولة العلمانية يعني ان تجرّد ملوك الطوائف من قبضتهم على النظام السياسي اللبناني ويعني ايضاً ان تدخل في حرب مع الجيوش السوداء واصحاب العمامات وعنينا المرجعيات الطائفية التي لها ايضاً حصّتها واموالها وتمويلها ومملتكاتها من هذا النظام والذين اليوم لا يحركّونها لانقاذ شعبهم الجائع تماماً مثلما لا يحرّك اهل السياسة اموالهم لاطعام الناس.

لكثير ممّن هم في السلطة اليوم ، لم يعد نظام الطائف هو الحل الانسب بالنسبة اليهم. عند كل مطبّ أو عند كل استحقاق هناك من يلوّح بالجلوس الى طاولة مستديرة والنقاش من جديد في شكل النظام اللبناني.

وهنا نقول : للجلوس على هكذا طاولة الامر يستدعي ان يكون الكل يتمتّع بنفس القوة. لا يمكن الجلوس مع شخص يهدّدك برفع الاصبع ويلوّح بفائض القوة والسلاح - ( اي فريق ) - ولا يمكن التوصل الى صيغة جديدة على قاعدة من يريد النيل اكثر من قالب الجبنة اللبناني.

علينا الاقتناع قبل التفكير بالمئوية الثانية ان الطوائف ليست اكبر من الوطن .

علينا تربية جيل جديد على حبّ الوطن اولاً اكثر من حب المنطقة او الزعيم.

علينا التأسيس لوطن حقيقي لا وهمي.

وطن استحقّ استقلاله وليس هبة من قوة اجنبية.

علينا التفكير ببناء دولة القانون والمؤسسات . دولة العدل. دولة يتجرّأ فيها قاض على اعتلاء قوس العدالة من دون خوف او تهديد .

علينا السعي لدولة يجرؤ فيها اي مسؤول على اقفال الخط بوجه مرجعية تحاول طلب واسطة من هنا او توظيف من هناك.

لبنان المئة عام القادمة يجب ان يكون رشيقاً لناحية التوظيف في الدولة. وان يتحرّر من الالتزامات الكبيرة في الكهرباء والمياه والهاتف وان يتجه نحو الخصخصة الناجحة والنافعة وليس المحاصصة القاتلة في الملفات كلها وصولاً الى النفط الموعود او المنهوب.

مئة عام جديدة تؤسس للبنان جديد بعد لبنان الكبير هي ما نحن بحاجة لزرع بذورها اليوم والسؤال الاهم :

كيف نقنع الجيل الجديد والصاعد بالبقاء في لبنان ؟ وكيف نخلق له فرص عمل ؟ وكيف نقنعه بجدوى ودور وطن اسمه لبنان.

في الاول من ايلول 2020 كل الشعب اللبناني تكرّم بتكريم فيروز من الرئيس الفرنسي ماكرون. فقد عرف الرئيس ماكرون ومن خلاله الحكومة الفرنسية ان تكريم هذه الايقونة هو تكريم للبنان الرحابنة ولبنان سفر برلك ولبنان الضيعة والحرية والكرامة. ومن هذا اللبنان ننطلق الى المئوية الجديدة.

هل نحن على قدر التطلعات والتحديات؟ ؟

 

فيليب ابوزيد

Monday, August 31, 2020

حكومة الفرصة الأخيرة ؟

 بسحر ساحر خرج اسم السفير د. مصطفى اديب الى العلن ليسمّى اليوم رئيساً مكلفّاً للحكومة اللبنانية. سرعة في الاداء السياسي اتت شئنا او ابينا تحت ضغط الطائرات والبوارج الفرنسية الراسية في بيروت ( وإن رمزياً ) لتتماشى مع ما يحكى عن تسوية فرنسية عشية زيارته الى لبنان في العيد المئة للبنان الكبير.

واذا كان من شيء نتمنّاه (على غرار الامنية الاخيرة للمحكوم بالاعدام) هو أن يبادر هذا الرئيس المكلّف الى تشكيل حكومة تشبه الشباب وتشبه الشارع اللبناني الذي انفجر في 17 تشرين 2019 غضباً وجوعاً ويأساً. 


 

حكومة انقاذ بكل ما للكلمة من معنى تبعث الامل في نفوس الشباب المصّمم على الرحيل بعد انهيار كل الاحلام في جمهورية دفن المشاريع والاحلام والطموح "لبنان".

اما بعد، 4 اشهر امضيناها في المراوحة وتشكيل لجان مع حكومة حسان دياب غير المأسوف على رحيلها لا اليوم ولا امس ولا غداً ... 4 أشهر من المراوحة وتضييع الوقت ووجوه مستوزرة لم تأت علينا الا بمزيد من الأهوال والأحزان والمآسي كان آخرها انفجار المرفأ الذي طارت معه بيروت وتطايرت اشلاء الشباب وابناء الوطن والأخوة من الجنسيات الأخرى الذين استشهدوا في انفجار الاهمال والفساد الذي بعد مضي قرابة الشهر على وقوعه ولم نسمع حتى الساعة برواية واضحة حول من ارتكب هذه الجريمة بحق شعب بأسره.

نطوي صفحة دياب ، لنفتح صفحة أديب وخوفنا أن التلاعب بالأحرف يعطينا كلمة "أُبيد" بضمّ الألف وبهذا نكون انتقلنا الى مرحلة إبادة شعب بأسره ونهاية لبنان كما عرفناه وكما عرفه اجدادنا. 


 

المطلوب كثير ولكن على وجه السرعة ما يجب فعله لانقاذ ما تبقى هو المبادرة فوراً الى معالجة الأزمة المالية والنقدية واعادة احياء الدورة الاقتصادية في البلد.

اعادة ثقة الناس بقطاع فقد كل الثقة هو القطاع المصرفي الذي استحوذ على اموال المودعين وحبسها وجعلنا نشحذ تعبنا واموالنا ونقف في طوابير تشبه طوابير الحرب للحصول على فتات من اموالنا التي هي حق لنا.

والثقة لا يجب ان تعاد للمواطن وللشباب اللبناني فاقد الامل وحسب إنما يجب ان يستعيدها المجتمع الدولي بلبنان فيعاد العمل بسيدر ويحصل لبنان على فرصة استدانة من صندوق النقد الدولي على غرار كل الدول التي اعلنت افلاسها من الارجنتين مروراً باليونان وصولاً الى فنزويلا.  



ان لبنان ليس بلداً مفلساً بل يحكم من طبقة افلسته وافرغته من دوره التاريخي الذي يجب ان يلعبه اليوم بعد مئة عام في المنطقة فتراه في الذيل يرقص بعد ان كان في الرأس يقود وبعد ان كانت الدول العربية الشقيقة تحلم ان تكون مثل لبنان ترانا اليوم نترحّم على ماضينا وننظر اليهم نظرة حسرة والم. 

سنعطي الحكومة القادمة على وقع المبادرات الدولية فرصة 100 يوم قبل ان نطلق الاحكام عليها، حكومة معروف رئيسها المكلّف بأخلاقه الحسنة ودماثته وقد التقيته سفيراً في برلين لكن الحكم اليوم هو على ادائه كرئيس حكومة وكما انتظرنا لتقييم حكومة دياب التي رسبت في الامتحان، وحدها الأيام المقبلة ستثبت إن كانت تجربة اديب ستشبه سابقتها او ستطلق فعلياً مسيرة اعادة الإعمار واعادة احياء ما تبقى من روح تنازع بين الموت والحياة. 

فيليب ابو زيد

 

Friday, August 14, 2020

The True Revolution We Need

A friend asked me: "Don't you think that we should see new people and new blood in power? Why don't you give it a try?"

I replied: "Indeed the country needs new blood in power, but it also a needs to redefine the meaning of public sector and service and thus a new Model of Leadership is required."

    For years this country, Lebanon, has been ruled by a political Elite that considered politics a business. An opportunity to grab projects and make quick benefits and deals.

A "Milky-Cow" approach for politics. They come to power for the love of power and fame.

For the love of "Za'ame" and show-off, for the love of bossing people around and feeling superior to mankind. Politics to them is equal to business and profits.

    There is also a type of people who came to power to earn what we call " A political immunity" that enables them to be above all kinds of accountability and escape lawsuits.

    This was the "under the table" concept of power and this needs to be changed forever !

The true revolution we need starts here ...

 

    We need to think of politics as a way to serve the people. It is a public service. Anyone who will consider running for elections (any type of elections) should put in mind this equation : I am here to serve my country, not to be served. 

Gebran Khalil Gebran once said :“Ask not what your country can do for you – ask what you can do for your country” words that were used later on by the late president John F. Kennedy in his inaugural address that inspired children and adults to see the importance of civic action and public service. 

His historic words inspired by the Lebanese Khalil Gebran challenged every American to contribute in some way to the public good. 

 

If we were pioneers in this school of thought from the beginning, and we inspired world leaders to follow that path, what makes us unable to follow this conviction today and become pioneers again? 

Let it be a new beginning.  

If the Hiroshima Bomb put an end to world war II, I hope from all my heart that the BeirutShima Bomb puts an end to the current political Elite that is ruling the country.

Let us hope this will be the new BIG BANG that gives birth to a new generation based on the abolition of confessionalism and sectarianism and the rise of the sense of patriotism. 

Let Lebanon be our first and only commitment and let the children and young cleaning the streets of Beirut today, clean the parliament tomorrow and form a new Elite able to serve national values not their own narrow interest that lead to the explosion of corruption in Beirut. 

At the end, there is one beautiful sign that gives me hope : check this video how random people came from all across the country to help in rebuilding their beloved city

Sunday, May 3, 2020

الجيوش الإلكترونية على مواقع التواصل الإجتماعي



 من يزرع الحقد... سيحصد العواصف! 

يدفعني لكتابة هذه السطور أداء مقزّز ومقرف ولعين لماكينات بعض الأحزاب الالكترونية أو ما يعرف "بالجيش الالكتروني" أو "الذباب الالكتروني" تسميات اختلفت لكن التعريف واحد: هجوم ممنهج ومركّز من حسابات وهمية بمعظمها ووقحة لدرجة عدم الحياء. 

هذه الجماهير إن عكست شيئاً واحداً : فهو الصورة الحقيقية لأحزابها وتيّاراتها السياسية التي تدافع عنها. نعم. كل من يشتم ويلعن ويحقّر ويسخر مستخدماً كل أشكال التنمّر هو حقير كحقارة الفريق السياسي الذي يدافع عنه.  
نحن امام احتمالين: إن كانت هذه الجماهير الالكترونية لا تنتمي الى هذا او ذاك من التيارات السياسية، فلتعمد الأحزاب أو الجهات المعنية على تطهيرها وتنقيتها حرصاً على صورتها العامة من خلال ما يعرف بالتبليغ أو reporting  لتلك الحاسابات والقول علانية أنها لا تمثلّها لأن تلك الحسابات في معظم الأحيان تضع شارات الأحزاب والتيارات التي تنتمي إليها بصورة واضحة في الخلفية أو صورة الغلاف او اللوغو والبروفايل. 


أو – في الاحتمال الثاني – أن تكون تلك الجماهير الالكترونية هي فعلاً وحقاً صورة طبق الأصل عن زعيمها ولكنّها تنطق بالعلن ما يخجل زعيمها على نطقه أمام الشاشات وعلى المنابر.
وإن كانت تلك هي المعادلة، فهنئياً لكم لبنان على شاكلتكم. أنتم أحقر خلق الله. تشتمون وتكيلون التهم جزافاً على الناس فقط لأنهم في أغلب الاحيان يقومون بنشر آراء تختلف عن ارائكم... 

أنتم تكرّهون الناس بخطّكم السياسي عوض خلق حالة من الإحتضان والتعاطف، تخلقون لكم العداوات مجاناً يوماً بعد يوم. 




الكلام ليس لكم، لأنكم أساساً لن تفهموا، الكلام هو لمرجعيّاتكم : كل من يعمد الى تلك الطرق هو محكوم بالإعدام.  إنها طريقة واهية ووهمية وخاسرة لخوض معارككم. إن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن ولن تكون أداة للرجم الالكتروني، هي أداة تواصل وتكامل للأفكار والمشاريع ولبناء منصّة أفضل ووطن أفضل كما يجدر أن يكون دور أحزابكم وتياراتكم. وإن لم تعرفوا كيفية التحّول تلك، إسألوا الخبراء فهم كثر ! لا عيب في السؤال إنما العيب هو البقاء في الجهل. 


انتم تربّون جيلاً – لا بل أجيالاً – على الحقد والحقد سيرتدّ عليكم. فكرّوا بأن تجعلوا جيوشكم الالكترونية وسيلة لتحبّكم الناس لينشروا الفرح والصورة الأمثل عن لبنان فكلّ تيّار أو حزب قدّم وأعطى وضحّى على طريقته للبنان... عندما تظهرون هذا الجانب الإيجابي تخلقون جسر التواصل بينكم وبين الآخر وعندما تظهرون أحقر ما لديكم من خلال تلك الجيوش الالكترونية ستكون النتيجة حرباً ليس فقط الكترونية... بل ستصل حتماً الى الدم.
من يزرع الحقد يحصد العواصف. ومن يزرع الحب يحصد الوطن.
4 – 5 – 2020

ليل 13 - 14 نيسان 2024 انخراط ايران المباشر وتداعياته

  بتقديري أن #الرد_الإيراني لا يمكن أن يكون أكبر من الذي شهدناه على الضربة الاسرائيلة التي استهدفت "القنصلية" الايرانية في سوريا....