مخطئ من يهمل تداعيات الاتفاق النووي
بين إيران والدول الست الكبرى على السياسة في الشرق الأوسط والعالم وصولاً الى
أدنى التفاصيل الداخلية في لبنان.
فخارطة الطريق الذرية التي وقّعت هي
بمثابة خارطة طريق سياسية للشرق الأوسط. إنها شيك مسبق لعشر سنوات، شيك بموجبه
تتعهد إيران بضبط النفس عسكرياً ونووياً ... ولكن مهلاً : ماذا عن السياسة؟
ماذا عن الملف السوري وتداعياته؟ ماذا
عن الملف اللبناني وأبعاده؟ أي موقف لحزب الله من الاتفاق؟ وأي مستقبل للنظام
السوري بعد التقارب الإيراني-الغربي؟
هل تدخل إيران علناً الحرب العالمية
على داعش؟ وهل ينعكس التقارب الإيراني – الغربي على الملفات السياسية الداخلية
العالقة؟ من قانون الانتخاب الى آلية العمل الحكومي وصولاً لانتخاب رئيس لجمهورية
الفراغ ... هل نحسن تلقف الفرص ؟ أم
كعادتنا سنهدرها ؟
إن الملف المقلق الوحيد لغاية الساعة،
هو ملف إسرائيل وموقفها من الاتفاق. مواقف شاجبة ووجوه شاحبة استقبلت الاتفاق.
الخوف كبير على الدور والمستقبل. نعم إن دور إسرائيل في هذه المرحلة بات أضعف
بكثير من دورها في السابق. إسرائيل بعد الاتفاق النووي لن تكون إسرائيل قبله على
الأقل لغاية 10 سنوات من الآن. والسؤال البديهي : وسط كل هذا الزخم الدولي الداعم
للاتفاق النووي هل تقدم الدولة العبرية على عمل عسكري يعرقل صفو الاتفاق؟ هل تجرؤ؟
وكيف يكون الردّ من لبنان؟
برأينا أن التجارب السابقة مع الدولة
المعادية أثبتت أن الفاتورة ستكون باهظة في ما لو قررت الولوج في مغامرة ما خارج
الحسبان.. فكيف بالحري إذا كان الجوّ الإقليمي في حالة وفاق مع إيران ؟؟
برأينا أن كل هذه الأسئلة باتت
أجوبتها واضحة وستكشف لنا الأيام القليلة المقبلة تداعيات الاتفاق تباعاً ولكن
مهلاً : ماذا ننتظر نحن في لبنان؟
الشيطان الأكبر صار صديقا أكبر...
والخطر الإيراني بات حليفاً وشريكاً في صناعة السلام في المنطقة... فماذا عن 8 و14
آذار ؟ هل يبقى الانقسام يمعن بتمزيق الوضع الاقتصادي والسياسي الى ما لا نهاية في
لبنان؟
أما حان وقت الاتفاق والخروج من قمقم
الأزمة اللبنانية ؟
نحن أمام 10 سنوات من الاستقرار
والهدنة ربما غير المعلنة بعد في المنطقة... لكنه لا شك الوقت المناسب للعمل.
لبنان مدعو الى العودة الى الساحة للعب دوره سياسياً واقتصادياً في المنطقة لا
سيما وأنه البلد الأكثر استقراراً من الناحية الأمنية في محيطه. ( من حسن حظنا )
فلنغتنم الفرصة ولننتخب الرئيس المنتظر على ابواب التسويات الدولية. أعيدوا الحياة
الى المجلس النيابي ولننطلق في عملية بناء ما هدمته السياسة. لا سياحة، لا اقتصاد،
لا فرص عمل ولا شيء سوى المزيد من بطاقات السفر وطلبات الهجرة على أبواب السفارات
... ماذا ننتظر؟
حان الوقت لنفهم أن لا عدو مدى الحياة
في السياسة ... وصديق الأمس عدو اليوم وعدو الأمس صديق الغد... هذا ما يحصل اليوم
ولهذا علينا اغتنام الفرص... والفرصة تلوح مع موعد انتخاب رئيس للبنان...فإما نكون...
أو لا نكون.
فيليب أبوزيد