أمورٌ كثيرة تحصل في بلادي تجعلني أتساءل : هل اتخذنا القرار الصائب، نحن الشباب الباقون في لبنان، بالبقاء فيه ؟ هل من أملٍ بعد بإحداث أي تغيير ؟ هل من طريقة لكسر الجمود وإصلاح الهريان الضارب في عمق أعماق النظام السياسي الذي يحكم لبنان؟ وهل من صورة بهية تمحو سود الأيام التي نعيش ؟ وتعاسة المشهد في الشارع المتناثرة فيه النفايات؟ والقصر الفارغ من رئيسه والحكومة التائهة بالملفات العقيمة وهل وهل وهل؟
لقد بهدلنا لبنان وبهدلنا سمعة لبنان وبهدلنا التاريخ والحضارة وسنوات من التضحية والحروب ومئات الألوف من الشهداء الذين سقطوا في كل الميادين ... من الحروب الداخلية الى الجبهات مع العدو إلى الاغتيالات العبثية ... ترى : هل رحل من رحل هباءً وسدىً ؟ هل سالت دماء خيرة شبابنا لنصل الى بلد مقطوع الرأس مقطّع الأوصال منهزمٌ تحت وطأة النفايات ومكسورٌ ميزان عدالته .... يكرّم الفاسد ويحرق قلب أمّهات الأبرياء ... نظامٌ بات أبعد ما يكون عن صورة لبنان التي ربينا عليها والتي عمل أجدادنا على تحقيقها والتي كانت غاية وسبب وجود هذا البلد منذ قرن إلى اليوم.
لن أطيل ... فأنا أصلاً ساكتٌ منذ زمن. أسكت لأن الكلام لم يعد يقرأ. أسكت لأن الزمن ليس زمن الكلمة. فلقد أتى من اغتال الكلمة لكي تسكت عن الحق فيظنّ الناس أن الباطل انتصر.
فيليب أبو زيد