هي آخر صورة ...
هي صورة جدّتي رشيده اسحاق أبوزيد التي عاشت من العمر فرحه وحزنه ومراراته وحلاوته
... هي لحظة تودّع فيها إنسانا عزيزاً على قلبك ، لطالما كان يدعو لك بالخير
ويصلّي على الدوام. هي لحظة فراق قاسية لمن عاشت وكانت سبباً في أن تأتي إلى هذه
الدنيا ... لتحيا.
كانت تسرّح
شعرها الأبيض والرمادي ، وكأنها تستعد للقاء ما ... فكان اللقاء الأخير.
هي مجرّد
صورة تتحول إلى ذكرى... تصحبها رهبة لا نقوى على تفسيرها... كيف كانت
بالأمس حاضرة وكيف أصبحت اليوم في المقلب الآخر من هذه الحياة.
جدتيّ
"أم جورج" رحلت وحسبها أنها كانت تصلّي لتحين هذه اللحظة بسلام داخلي
وآمان، ترحل وهي تطمئن على أولادها وأحفادها وأولاد أحفادها (والغصّة في القلب ...
)
ترحل وتركت
عائلة نفتخر بها فهي علمّتنا الأيمان والصلاة والرجاء وحتى وهي على فراش الموت
كانت فرحة بلقاء الربّ الإله الذي لم تتوقف لحظة عن مناجاته.
هي الصورة
الأخيرة التي ستبقى في ذاكرتنا مطبوعة وهي العبرة والصلاة التي سنتلوها.
شكراً جدتي
لأنك علمّتني الكثير عن هذه الدنيا وما فيها
شكراً لأن
بإيمانك وبمسبحتك الوردية تتشفعّين لنا كل يوم
شكراً لأن ما
بنيته أكبر من الموت ، هي حكاية عائلة ستسمر بالعطاء لأجيال وأجيال من بعدك
تنضميّن إلى
جّدي فيليب في السماء فصلّوا معاً لأجلنا نحن المعّذبون على هذه الأرض.
موعدي
والكتابة معك طويل أيتها الجدّة ! لن أنسى حكاياتك من أيام زمان ولن أنسى العبر
التي استقيناها
رحم الله
روحك الطيّبة وليرحمنا.
فيليب ابوزيد