Sunday, May 3, 2020

الجيوش الإلكترونية على مواقع التواصل الإجتماعي



 من يزرع الحقد... سيحصد العواصف! 

يدفعني لكتابة هذه السطور أداء مقزّز ومقرف ولعين لماكينات بعض الأحزاب الالكترونية أو ما يعرف "بالجيش الالكتروني" أو "الذباب الالكتروني" تسميات اختلفت لكن التعريف واحد: هجوم ممنهج ومركّز من حسابات وهمية بمعظمها ووقحة لدرجة عدم الحياء. 

هذه الجماهير إن عكست شيئاً واحداً : فهو الصورة الحقيقية لأحزابها وتيّاراتها السياسية التي تدافع عنها. نعم. كل من يشتم ويلعن ويحقّر ويسخر مستخدماً كل أشكال التنمّر هو حقير كحقارة الفريق السياسي الذي يدافع عنه.  
نحن امام احتمالين: إن كانت هذه الجماهير الالكترونية لا تنتمي الى هذا او ذاك من التيارات السياسية، فلتعمد الأحزاب أو الجهات المعنية على تطهيرها وتنقيتها حرصاً على صورتها العامة من خلال ما يعرف بالتبليغ أو reporting  لتلك الحاسابات والقول علانية أنها لا تمثلّها لأن تلك الحسابات في معظم الأحيان تضع شارات الأحزاب والتيارات التي تنتمي إليها بصورة واضحة في الخلفية أو صورة الغلاف او اللوغو والبروفايل. 


أو – في الاحتمال الثاني – أن تكون تلك الجماهير الالكترونية هي فعلاً وحقاً صورة طبق الأصل عن زعيمها ولكنّها تنطق بالعلن ما يخجل زعيمها على نطقه أمام الشاشات وعلى المنابر.
وإن كانت تلك هي المعادلة، فهنئياً لكم لبنان على شاكلتكم. أنتم أحقر خلق الله. تشتمون وتكيلون التهم جزافاً على الناس فقط لأنهم في أغلب الاحيان يقومون بنشر آراء تختلف عن ارائكم... 

أنتم تكرّهون الناس بخطّكم السياسي عوض خلق حالة من الإحتضان والتعاطف، تخلقون لكم العداوات مجاناً يوماً بعد يوم. 




الكلام ليس لكم، لأنكم أساساً لن تفهموا، الكلام هو لمرجعيّاتكم : كل من يعمد الى تلك الطرق هو محكوم بالإعدام.  إنها طريقة واهية ووهمية وخاسرة لخوض معارككم. إن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن ولن تكون أداة للرجم الالكتروني، هي أداة تواصل وتكامل للأفكار والمشاريع ولبناء منصّة أفضل ووطن أفضل كما يجدر أن يكون دور أحزابكم وتياراتكم. وإن لم تعرفوا كيفية التحّول تلك، إسألوا الخبراء فهم كثر ! لا عيب في السؤال إنما العيب هو البقاء في الجهل. 


انتم تربّون جيلاً – لا بل أجيالاً – على الحقد والحقد سيرتدّ عليكم. فكرّوا بأن تجعلوا جيوشكم الالكترونية وسيلة لتحبّكم الناس لينشروا الفرح والصورة الأمثل عن لبنان فكلّ تيّار أو حزب قدّم وأعطى وضحّى على طريقته للبنان... عندما تظهرون هذا الجانب الإيجابي تخلقون جسر التواصل بينكم وبين الآخر وعندما تظهرون أحقر ما لديكم من خلال تلك الجيوش الالكترونية ستكون النتيجة حرباً ليس فقط الكترونية... بل ستصل حتماً الى الدم.
من يزرع الحقد يحصد العواصف. ومن يزرع الحب يحصد الوطن.
4 – 5 – 2020

No comments:

هل حان وقت لبنان ؟

سقطت الرموز... فهل يرتقي الوطن؟     لم يكن أحد يتوقّع أن سيد المقاومة يمكن أن تمسّه اسرائيل. لم يكن أحد يتوقّع أن هالة "#نصر_الله...