Monday, August 31, 2020

حكومة الفرصة الأخيرة ؟

 بسحر ساحر خرج اسم السفير د. مصطفى اديب الى العلن ليسمّى اليوم رئيساً مكلفّاً للحكومة اللبنانية. سرعة في الاداء السياسي اتت شئنا او ابينا تحت ضغط الطائرات والبوارج الفرنسية الراسية في بيروت ( وإن رمزياً ) لتتماشى مع ما يحكى عن تسوية فرنسية عشية زيارته الى لبنان في العيد المئة للبنان الكبير.

واذا كان من شيء نتمنّاه (على غرار الامنية الاخيرة للمحكوم بالاعدام) هو أن يبادر هذا الرئيس المكلّف الى تشكيل حكومة تشبه الشباب وتشبه الشارع اللبناني الذي انفجر في 17 تشرين 2019 غضباً وجوعاً ويأساً. 


 

حكومة انقاذ بكل ما للكلمة من معنى تبعث الامل في نفوس الشباب المصّمم على الرحيل بعد انهيار كل الاحلام في جمهورية دفن المشاريع والاحلام والطموح "لبنان".

اما بعد، 4 اشهر امضيناها في المراوحة وتشكيل لجان مع حكومة حسان دياب غير المأسوف على رحيلها لا اليوم ولا امس ولا غداً ... 4 أشهر من المراوحة وتضييع الوقت ووجوه مستوزرة لم تأت علينا الا بمزيد من الأهوال والأحزان والمآسي كان آخرها انفجار المرفأ الذي طارت معه بيروت وتطايرت اشلاء الشباب وابناء الوطن والأخوة من الجنسيات الأخرى الذين استشهدوا في انفجار الاهمال والفساد الذي بعد مضي قرابة الشهر على وقوعه ولم نسمع حتى الساعة برواية واضحة حول من ارتكب هذه الجريمة بحق شعب بأسره.

نطوي صفحة دياب ، لنفتح صفحة أديب وخوفنا أن التلاعب بالأحرف يعطينا كلمة "أُبيد" بضمّ الألف وبهذا نكون انتقلنا الى مرحلة إبادة شعب بأسره ونهاية لبنان كما عرفناه وكما عرفه اجدادنا. 


 

المطلوب كثير ولكن على وجه السرعة ما يجب فعله لانقاذ ما تبقى هو المبادرة فوراً الى معالجة الأزمة المالية والنقدية واعادة احياء الدورة الاقتصادية في البلد.

اعادة ثقة الناس بقطاع فقد كل الثقة هو القطاع المصرفي الذي استحوذ على اموال المودعين وحبسها وجعلنا نشحذ تعبنا واموالنا ونقف في طوابير تشبه طوابير الحرب للحصول على فتات من اموالنا التي هي حق لنا.

والثقة لا يجب ان تعاد للمواطن وللشباب اللبناني فاقد الامل وحسب إنما يجب ان يستعيدها المجتمع الدولي بلبنان فيعاد العمل بسيدر ويحصل لبنان على فرصة استدانة من صندوق النقد الدولي على غرار كل الدول التي اعلنت افلاسها من الارجنتين مروراً باليونان وصولاً الى فنزويلا.  



ان لبنان ليس بلداً مفلساً بل يحكم من طبقة افلسته وافرغته من دوره التاريخي الذي يجب ان يلعبه اليوم بعد مئة عام في المنطقة فتراه في الذيل يرقص بعد ان كان في الرأس يقود وبعد ان كانت الدول العربية الشقيقة تحلم ان تكون مثل لبنان ترانا اليوم نترحّم على ماضينا وننظر اليهم نظرة حسرة والم. 

سنعطي الحكومة القادمة على وقع المبادرات الدولية فرصة 100 يوم قبل ان نطلق الاحكام عليها، حكومة معروف رئيسها المكلّف بأخلاقه الحسنة ودماثته وقد التقيته سفيراً في برلين لكن الحكم اليوم هو على ادائه كرئيس حكومة وكما انتظرنا لتقييم حكومة دياب التي رسبت في الامتحان، وحدها الأيام المقبلة ستثبت إن كانت تجربة اديب ستشبه سابقتها او ستطلق فعلياً مسيرة اعادة الإعمار واعادة احياء ما تبقى من روح تنازع بين الموت والحياة. 

فيليب ابو زيد

 

No comments:

هل حان وقت لبنان ؟

سقطت الرموز... فهل يرتقي الوطن؟     لم يكن أحد يتوقّع أن سيد المقاومة يمكن أن تمسّه اسرائيل. لم يكن أحد يتوقّع أن هالة "#نصر_الله...