Sunday, January 9, 2011

غداً لناظره ... مُريب

إن غداً لناظره ... مُريب

في حمأة الكلام عن القرارات الإتهامية والسيناريوهات المرتقبة من فتنة وتسوية وصفقات لا يعلم عنها شيئاً حتى مطلقيها، يقف المواطن اللبناني المعتّر "الذي لا ناقة له ولا جمل ولا حتى فرخ دجاجة" من كل ما يحصل مكتوف الأيدي عند عتبة العام الجديد 2011. يقف متأملاً ولعلّ الأسئلة تتزاحم في مخّه تماماً كزحمة السير الخانقة عندنا، فيسأل:

خمس سنوات من عمرنا تراها أين ذهبت ؟ فقد عرفنا زمن الانكسارات كما الهزائم، عشنا زمن الانتفاضات كما الشتائم، واختبرنا

زمن الحروب وسلام الحمائم... ولّوا إلى غير رجعة

كل فريق حقق ما حققه في السياسة، كسب ما كسب وخسر ما خسر. بعضهم ارتفعت أسهمه في الداخل وانخفضت في الخارج، وبعضهم يستجدي الخارج ليرفع أسهمه في الداخل.

زحمة ما بعدها زحمة من التساؤلات-الهواجس التي تقضّ مضجعه، هذا "المووواطن" الذي ظنّ للحظة أن بلده تحررّ من سلطة الوصاية فيراها تعود من كل الطاقات وليس من طاقة واحدة والحمدلله فالمحبيّن كثر!

هذا المواطن الذي ظنّ أن زمن الانتصارات على العدو الإسرائيلي سيجعل شعبه يتوّحد في الداخل لينسى نهائياً مسألة الانقسام وتقاسم السلطة وأكلة الجينة... فهو، على حدّ علم كثيرين، بات يشتهي فتات الخبز المتساقط من ولائم هؤلاء. هو بات يشحذ لقمة العيش المهددة رقبته بها، لأن برقبته عائلة تريد أن تعيش في وطن النجوم لبنان. هو بات يستجدي سعر تنكة البنزين التي تشبه رؤوساً تنكية كثيرة (دون القصد بإهانة التنك).

هذا المواطن، ما همّه القرار الظنّي ؟ وماذا تعنيه التسوية مهما علا شأنها في السياسة طالما أنها ليست "تسوية" لوضعه المعيشي المهترىء الذي يشبه الزفت (الزفت الحقيقي وليس زفت الإنتخابات التي يشتري بها بعض المرشحين بعض الناخبين) !؟

لا يظننّ أحد بأنه لا يريد معرفة الحقيقة ، والحقيقة هنا ليست مفصّلة على قياس هذا الفريق أو ذاك، لأن الحق والحقيقة يحرران الإنسان ويجعلانه يعرف عدّوه من صديقه، ولكن الحقيقة أيضاً تقضي بأن نترك لكل ذي شأن شأنه... دعونا ننتظر ولا نرسم السيناريوهات الهيتشكوكية قبل صدور الخبر اليقين...

الكلام لا يزال في بدايته، والقّصة لديها فصول وفصول، إنها فصول من حكاية العذاب التي يعيشها اللبناني ولا يحرّك ساكناً ... تراه تخدّر من كثرة الألم فما عاد يشعر بفداحة المصيبة التي يعيشها... أم هو فقد كل أملٍ بالتغيير؟ صدقّوني "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وإن غداً لناظره ... مريب !

فيليب أبوزيد


No comments:

هل حان وقت لبنان ؟

سقطت الرموز... فهل يرتقي الوطن؟     لم يكن أحد يتوقّع أن سيد المقاومة يمكن أن تمسّه اسرائيل. لم يكن أحد يتوقّع أن هالة "#نصر_الله...