Monday, June 30, 2014

الجزائر وألمانيا ، بين رمضان والتاريخ والثأر



تتزامن مباريات اليوم الثاني من الدور الثاني من نهائيات كأس العالم لكرة القدم مع أول أيام رمضان في البرازيل.

ومع هذا اليوم تبدأ الحرارة في تجاوز الخمس وعشرين درجة في أغلب مناطق البرازيل وهو ما يهدد صحة اللاعبين من حيث حاجة أجسادهم للمياه لكن بداية الليل مبكرا في حدود الخامسة والنصف عصرا يجعل من ساعات الصوم من ضمن الأقل في مختلف أنجاء الكرة الأرضية. وهي المرة الأولى التي يصادف فيها كأس العالم لكرة القدم شهر الصيام منذ عام 1982، في إسبانيا. ومن مفارقة الأقدار أنّ تلك البطولة شهدت لقاء الجزائر وألمانيا وفي مونديال البرازيل سيتكرر اللقاء مرة أخرى.



في المباراة السابقة فازت الجزائر بهدفين مقابل هدف واحد، فيما يعدّ أول فوز لفريق عربي وإفريقي على فريق أوروبي في تاريخ النهائيات. ورغم أنّ تقارير تحدثت عن كون الفريق الجزائري خاض تلك المباراة صائما، إلا أنّ نجم الدفاع محمود قندوز نفى لنا ذلك في تصريحات بالهاتف، قائلا إنّ جميع من خاض تلك المباراة كان مفطرا وإلا كيف كان يمكن الفوز على منتخب ألمانيا الذي لعب لاحقا المباراة النهائية ضد إيطاليا ؟"

وأوضح "لقد حصلنا على إجازة إفطار من المفتي. لقد طلب منا أن نلتزم بالصوم أثناء التدريبات على أن نفطر خلال المباراة لأنها مهمة وطنية ومهمة تتطلب مجهودا بدنيا منهكا."

بعد فوز الجزائر على ألمانيا، خسرت أمام النمسا بهدفين، وهو ما جعل من تعادل ألمانيا والنمسا في المباراة الثالثة يقصي الجزائر ويؤهل المنتخبين الأوروبيين للدور الثاني، وهو ما تمّ في مباراة تطلق عليها الصحافة حتى الآن "مباراة العار."

وفي المباراة الأخيرة، فازت الجزائر على شيلي بثلاثة أهداف لهدفين، وخرجت ووجّهت لمنتخبها انتقادات "لإفطار لاعبيها في مباراة النمسا وهو ما أدى إلى عقوبة ربانية أفضت إلى إقصائهم من تلك النهائيات" وفقا لما يتذكر محمود قندوز "وهو أمر لم يكن له أي صحة. فقد خرجنا لأننا لم نحترم كثيرا منتخب النمسا ولا علاقة للأمر بالإفطار والصوم."

وقال الصحفي الجزائري علال بن تهامي في تصريحات بالهاتف لـCNNبالعربية "أعتقد أن الهالة الدينية التي طبعت التعليقات حول منتخب عام 1982 تعود لسببين، أولهما ما علق بالذهنية العامة بشأن ارتباط المعطى الديني بحركة التحرير الجزائرية ضدّ فرنسا. والثانية تتعلق بمسجل الهدف الثاني ضدّ ألمانيا اللاعب صالح عصاد. ففي أواخر الثمانينيات، انضم عصاد، بعد أن ظهر في التلفزيون بلحية كثيفة، إلى جبهة الإنقاذ الإسلامية التي حظرت لاحقا وانتخب رئيسا لإحدى البلديات ضمن قائمة إسلامية. وتم اعتقاله وسجن بتهمة انتمائه لحركة محظورة." وغادر عصاد السجن أواسط التسعينيات من القرن الماضي وانقطع علاقته بالعمل السياسي.

والاثنين، تتجدد مواجهة المنتخبين، ولكن هذه المرة في دور الستة عشر وذلك للمرة الأولى في تاريخ الجزائر. والأمر سيكون مختلفا بعض الشيء، حيث أعلن مدرب منتخب الجزائر البوسني وحيد خليلوزيتش للتلفزيون الجزائري الوطني أنّ الأمر متروك للاعبين وأنه لن يفرض عليهم أي قرار.

أما المدافع الجزائري مجيد بوقرة، فقد أبلغ وكالة الأنباء الجزائرية أنّ الأمر الأساسي هو احترام العقيدة لكن ذلك هناك دخل للقرارات الشخصية للاعبين وفقا لحالتهم البدنية "فالأمر الأصعب هو الخشية من نقص الماء في الجسد وعموما أعتقد أنّ الطقس هنا جيد وهو ربيعي تقريبا. وشخصيا سأقرر يوم المباراة وفقا لحالتي البدنية."

ومن جهته، نقلت الصحف الجزائرية عن المسؤول الإعلامي لبعثة منتخب الجزائر عادل الحاجي قوله إنّ لاعبي المنتخب قرروا الصيام خلال التدريبات الأحد، فيما ترك لهم قرار صيام يوم المباراة ضد ألمانيا الاثنين، في الدور الثاني" وأضاف أن هناك رجل دين يرافق اللاعبين وأنه أبلغهم أنهم في حالة سفر، ويرخص لهم عدم الصيام."

وبعد تأهل الجزائر، ظهرت فتاوى تناقلتها الصحف الجزائرية. فقد نقلت صحيفة الشروق الجزائرية عن رئيس لجنة الافتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى، الشيخ محمد شريف قاهر قوله إنه من الممكن للاعبين الإفطار، مفسرا إنه يستند في ذلك "إلى فتوى للشيخ محمد الغزالي، الذي قال بجواز الإفطار عند مباشرة اللعب، وأنّ بعض المذاهب الإسلامية تجيز الأخذ في هذه القضية بحكم المسافر، الذي يجوز له أن يفطر في رمضان إلى أن يعود إلى بلاده .


وذكّر المفتي أن على اللاعبين أن يبيّتوا نية الصيام رغم إفطارهم "الأحوط للاعبين أن يبيّتوا نيّة الصيام ثمّ إذا شرع أحدهم في اللعب وهو مظنّة التعب يفطر، ذلك أنّ اللاعب قد لا يشارك فيحافظ بذلك على صيامه."

ونقلت نفس الصحيفة عن الشيخ مأمون القاسمي، عضو المجلس الإسلامي الأعلى، فتوى الشيخ قاهر وقال "على اللاعبين أن يبيّتوا نيّة الصيام حتّى إذا شرعوا في اللعب نهار رمضان جاز لهم الفطر" إلا أنّ الأفضلية تبقى حسبه للحفاظ على صيامهم.

لكن ذلك أثار الجدل في الجزائر، وردّ الشيخ محمّد مكركب، عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في صفحة مخصصة لأنشطته بـ"حرمة إفطار اللاعبين في نهار رمضان" معتبرا أنّ السفر من أجل اللعب لا يجيز الإفطار وأن السفر الذي يبيحه هو ذلك الذي يهدف إلى الجهاد أو العلم أو العلاج، وأن الله مع الصائمين. ونقلت جريدة النهار الجزائرية عن رئيس نقابة الأئمة جلول الحجيمي قوله إنّه بإمكان اللاعبين الصيام لأن الطقس في البرازيل شتاء والنهار قصير والحرارة منخفضة.

ومن جهته، قال المدرب والمحلل الجزائري عمر حلواس لـCNN بالعربية "أعتقد أنّ القضية لا تطرح فمباراة الجزائر تنطلق في الخامسة عصرا وموعد الإفطار في حدود الخامسة والنصف أي نصف ساعة فقط بعد بداية اللقاء وهو ما سيسمح للاعبين بشرب المياه وتناول فواكه أثناء المباراة وفي فترة الاستراحة بين الشوطين 


From CNN ARABIC Website 

 ."

No comments:

هل حان وقت لبنان ؟

سقطت الرموز... فهل يرتقي الوطن؟     لم يكن أحد يتوقّع أن سيد المقاومة يمكن أن تمسّه اسرائيل. لم يكن أحد يتوقّع أن هالة "#نصر_الله...