تطغى، وللأسف الشديد ، سمة معّينة على معظم الوظائف في عالمنا العربي المنازع ، هذه السمة هي "الرشوة" ... فكل شيء تريد القيام به ، لا بد لك أن تدفع رشوة ما لتسرّع بإنجازه أو على الأقل ليكون العمل المنظر منك على قدر تطلعات وآمال الشخص أو الجهة التي تتعامل معها؛
ومن هذا المنطلق ، فإن عدد لا بأس به من المراسلين (ولا نعمم أبداً وإطلاقاً) في عالمنا العربي بات عرضة لهذه اللوثة ، لوثة المال، التي تأتيه في ظرف أبيض مع اسمه عليه فينحني ليقبّل اليد التي أعطته إياه ويكون الكل منتصر؛
غير أن ما حصل اليوم مع مراسل صحيفة النيو يورك تايمز ، رود نورلاند ، هو أبلغ دليل على أن بعض الصحافيين ، لا يمكن التعامل معهم كما يتعامل السائح مع بائعة الهوى (والتشبيه استعمله رود) في وصفه ما قام به الملحق العسكري إبّان مؤتمر صحافي في بغداد ، حيث عمد هذا المسؤول على توزيع ظروف بيضاء على كل من كان حاضراً في باص الصحافيين ، من بينهم عرب ومراسلين أجانب ، ولسوء حظّ الأخير أنه وقع في قبضة صحافي جريء لا يخشى منظومة الفساد والافساد العربية فكان أن قام بفضحه فضحاً مدويّاً على تويتر بالصورة والتوثيق ! ؛
أنا كصحافي اليوم ، أخجل من هذا التعاطي مع الصحافيين ، سواء كانوا عرباً أم أجانب ، كما أخجل أن لا يقوم أحد من الحاضرين بالاعتراض على ما حصل ـ ولولا وجود هذا الصحافي الذي يحترم مهنته ، لما علم أحد بما جرى ؛
نتمنى أن يكون هذا الأمر بمثابة الدرس الى كل الحكام العرب ، والى كل الصحافيين ، لا تبيعوا أقلامكم مقابل حفنة من المال ، إن الحرية لا ثمن لها ، فمن خلقنا كفيل بتأمين حياتنا ورزقنا بتعبنا وعرق جبيننا. أنا شخصياً أفضّل أن أبقى صحافياً حراً وفقيراً على أن أبيع قلمي وأرتهن للمال والمفسدين والراشين والمرتشين
العبرة لمن اعتبر والسلام
فيليب أبوزيد
@philabouzeid
No comments:
Post a Comment