Saturday, June 12, 2021

كي يبقى لنا بصيص كرامة في وطن سحق كل آمالنا وأحلامنا ومستقبلنا

 

كي يبقى لنا بصيص كرامة في وطن سحق كل آمالنا وأحلامنا ومستقبلنا

 

لم يعد في هذه الطبقة السياسية ما يدعو للأمل. هناك خلل كبير يعتري أهل السلطة. هذا الخلل البنوي هو في كيفية نظرتهم للحلّ السياسي في البلد من منظارٍ مصلحي شخصي وليس على مستوى الوطن.

والخلل أيضاً في فهم طبيعة العمل السياسي. فالسياسة في المفهوم العلمي والعملي هي فنّ الممكن. هي وسيلة لا غاية بحدّ ذاتها. وفي لبنان رأينا للأسف أبشع ممارسات السياسة على الإطلاق.

من أتى الى الحكم طوال المرحلة الماضية وبعد اتفاق الطائف ونهاية الحرب، لم يأتِ ليخدُم ... بل لكي يُخدَم ! ولكي يبرم الصفقات والاتفاقات التي تدر عليه وعلى حاشيته بأرباح جمّة.

تحوّل النظام اللبناني الى نظام محاصصتي مُحيت فيه معالم الدولة اللبنانية وحلّ مكانها سياسات زبائنية وتوظيفات عشوائية أوصلت القطاع العام الى أكبر عدد من التوظيفات في تاريخ لبنان.

فأي بلد في العالم يبلغ قطاعه العام الحجم الذي وصلنا اليه في لبنان؟ أكثر من 400 ألف موظّف تدفع لهم الدولة رواتب ما يغرقها في العجز تباعاً ويرفع من نسبة التضخم المالي في أزمتنا الحالية. 


 

صراع مزمن على السلطة يترجم بأسوأ الصوَر. إنها شراهة أهل الحكم على المناصب والتعيينات والمراكز أحياناً تحت غطاء شعارات كبيرة كتحصيل الحقوق أحياناً وإعادة التوازن الى النظام اللبناني أحياناً أخرى. متناسين أن السبب في كبوتنا هذه هم نفس الأشخاص الذين أوصلونا الى الطائف بصراعاتهم الداخلية واليوم بسبب هذه الصراعات يمعنون بإضاعة الوقت تحت بدعة حقوق الطوائف وغيرها من الشعارات.

نختبر اليوم أسوأ أنواع الحكم. ضياع. تخبّط داخلي. سوء إدارة للأزمة. ضعف في التواصل وعدم قدرة على خلق ثقة مع الناس الذين آمنوا بهذا الحلم المنتظر الآتي على ظهر الوعود الوردية بمستقبل باهر. تحطّمت كل أحلام الشعب اللبناني وصارت مرهونة بتعبئة الوقود للسيارة وبإيجاد علبة حليب أطفال ودواء قادر على تسكين الألم الذي يعتري اكثر من نصف الشعب اللبناني.. فيما النصف الثاني غرق تحت خط الفقر المدقع وهو يعتاش على المساعدات من هنا وهناك وتحويلات مالية بالدولار تبقيه على قيد الحياة.

وصلت اللعبة الى النهاية . وجوه واسماء يجب ان تنتهي من المشهد السياسي ، لا بل يجب أن تُعاقب وتحاسب على ما ارتكبته بحقّ شعب بأسره.

والى أن يحين موعد الحساب ... ثمّة من يستغرب صفوف الذلّ ومشاهد الإنتظار القاتلة للبناني امام الأفران ومحطات البنزين والصيدليات في زمنٍ وصل فيه أخواننا العرب الى المرّيخ ونحن نعاني بالوصول إلى أعمالنا وأشغالنا لكي يبقى لنا بصيص كرامة في وطن سحق كل آمالنا وأحلامنا ومستقبلنا.

 

فيليب أبو زيد 

13 حزيران 2021

No comments:

هل حان وقت لبنان ؟

سقطت الرموز... فهل يرتقي الوطن؟     لم يكن أحد يتوقّع أن سيد المقاومة يمكن أن تمسّه اسرائيل. لم يكن أحد يتوقّع أن هالة "#نصر_الله...