درسٌ في الإيمان ...
عندما تلقيّت الدعوة من شركة طيران الشرق الأوسط للمشاركة في رحلة مع عدد
من الناشطين الالكترونيين وأصحاب المواقع الالكترونية ظننت بأنها ستكون رحلة
سياحية ممتعة لا شكَ خاصّة بوجود زملاء أحبّهم ينشرون الإيجابية والمرح وكل ما هو
جميل في لبنان... لكن الصدمة الإيجابية كانت عندما خصصّت الجهة المشرفة والمنظمة
برئاسة رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط السيد محمد الحوت ، يوماً لزيارة معلم هو بيت السيدة مريم العذراء ما أضاف بعداً روحياً والكثير من الرهبة والمعلومات على هذه الرحلة!
من داخل المنزل مزار وتمثال للعذراء مريم
لم أكن أعلم أنني على
وشك زيارة معلم تاريخي – ديني يعني لي الكثير في إيماني المسيحي ، كما يعني لكثر
من أخوتي المسلمين كون السيدة مريم كرّمها القرآن الكريم في "سورة مريم"
وخصّها بكثير من الاحترام والتقدير كما هو الحال في المسيحية. الصدمة الإيجابية لإن معظمنا كمسيحيين ، ندّعي بأننا نعرف الكثير عن
ديانتنا وتاريخها، غير أنه في الواقع ينقصنا الكثير وعلينا أن نقوم في كثير من
الأحيان بالبحث في المراجع التاريخية والقراءة لمعرفة أكثر مما تعلمنّاه في حصص
التنشئة الدينية في المدرسة.
والصدمة الايجابية الثانية هي جواب السيد محمد الحوت بعدما سألته عن السبب لإدراج هذا المعلم ضمن الزيارة فأجابني : "عليك أن تكون مؤمناً بما فيه
الكفاية لتعرف". وفعلاً كان الجواب درساً في الإيمان!
فشكراً من القلب على هذه التجربة الإيمانية وعلى هذه الرحلة التي
أضافت مساحة من السلام في عالمِ صاخب نتخبّط فيه بين قرف السياسات والانتخابات
....
جانب من البيت وحجارته
فما هي قصّة هذا البيت ؟ ولماذا على كلّ مسيحي أن يعرف عنه؟
إليكم الحكاية بحسب مراجع عديدة تأكدت منها :
1- إن بيت مريم العذراء يعتبر مقصد للحجاج المسيحين وهو عبارة عن ضريح كاثوليكى
وإسلامى يقع على جبل كوريسوس فى محيط مجمع أفسس على بعد 7 كيلو متر من سلجوق فى تركيا و بالرغم من أن حجم البيت صغير ولكن له مكانة هامة
لكل من المسيحين والمسلمين على حد سواء و يعتقد أن هذا المكان هو المكان الذى قضت فيه السيدة العذراء أم يسوع سنواتها الأخيرة.
معلومات وحقائق تاريخية عن البيت
2- أعلن الموقع كمركز حج للمسيحين فى
عام 1961 ميلادياً و يحتوى المنزل على مجموعة متنوعة و قيمة من التحف المكتشفة خلال
الحفريات التى أجريت فى المنطقة المحيطة بالدير.
3-
ظل المنزل طى النسيان إلى أن تم أكتشافة فى القرن 19 من قبل راهبة ألمانيا تدعى أن
كاترين إمريخ عن طريق رؤيا رأت فيها مريم العذراء و يوحنا الرسول (الذي كان
برفقة مريم على الصليب وأوصاه يسوع بأمّه) فى طريقهما من القدس إلى أفسس و وصفت
للكاتب برينتانو كل تفاصيل المنزل كما رأتها فى الرؤيا و على أثرها قام هو
الأخر بتسجيلها و من ثم نشرت بعد وفاتها حيث جاء وصفها مفصلاً للمنزل وقالت أن الغرفة
المجاورة لغرفة السيدة العذراء هى قبو و قالت أيضاً أن مريم العذراء توفيت فى سن
64 و يقع المنزل الأن على جبل كوريسوس و هو
منزل حجرى بسيط محاط بالغابات والمناظر الطبيعية الخلابة.
البابا بندكتس السابع عشر في منزل العذراء مريم
4- بعد سنوات من الرؤيا سافر رجل دين إلى أفسس للعثور على بيت السيده العذراء وقال
أنه وجد منزلاً مطابقاً لما جاء من وصف الراهبة و وجد الباحثون فى أطلال كنيسة صغيرة
تمثالاً متضرراً للعذراء و ذهل حينها الرهبان للوصف المنزل الذى جاء مشابهاً لما رأته الراهبة أن كاترين إمريخ ومن حينها بدأ المسحيين بالحج إليه فى 15 أب من كل عام.
من أمام بيت العذراء
هناك تقليد يفعله الزائرون عند الذهاب إلى البيت فعلى جدار يقع بالقرب من المنزل يكتب كل شخص ما
يريده ويتمناه على ورقة ويدفنها
بداخل الجدار وهناك أيضاً بالقرب من الدير
ثلاث نافورات يقال أن من يشرب منهم يحصل على
نعمة الصحة مدى الحياة.
إزمير 8 - 4- 2018
No comments:
Post a Comment