Monday, February 19, 2018

النهار ... تاريخ في جريدة





عن "حرفة" الصحافة يقول جبران اندراوس التويني ، الجدّ المؤسس للنهار :

"هذه الحرفة، أخدم بها القومية اللبنانية-العربية بعيداً عن الطائفية. أدافعُ من خلالها عن أخواننا العرب في مختلف ديارهم وأضع قلمي في خدمة قضاياهم الاستقلالية، ومكافحة الاستعمار."ويتابع فيقول : أنا ماضٍ في خدمة قومي وحرفتي ما بقي فيَّ عرق ينبض وقلب يخفق.

 
بهذه الروحية والاندفاعة وبهذا العنفوان ، أسس جبران اندراوس التويني جريدة النهار عام 1933 ... في ذاك الزمن كانت الجريدة اسماً متلازماً مع صاحبها ... تعكس موقفه وآراءه ... وهكذا عكست النهار اندفاعة ابن الاشرفية والذي خاض من خلال صفحاتها الصراع مع سلطات الانتداب الفرنسي، كما حارب الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين. وهذا ما دفع بسلطات الانتداب لتعطيل الصحيفة لاسكاتها أكثر من مرّة ...
الامر نفسه تكررّ عندما خاض التويني معركة استقلال لبنان جنباَ الى جنب مع الشيخ بشاره الخوري في الكتلة الدستورية التي اقتنع بافكارها وخطّها السيادي... عروبي هو حتى العظم ! تعرّض لأزمة قلبية لشدّة دفاعه عن فلسطين في الأرجنتين سفيراً للبنان. لم يكن هذا الفكر بعيداً عن غسان جبران تويني الذي استلم الشعلة باكراً من والده ... فتسلح رجل الفكر والفلسفة بجريدة وقلم هزّ بهما كيان الدولة المهترىء... سارع بعد عودته من هارفارد سنة 1949 الى  دخول المعترك السياسي ليحتل زعامة الارثوذكس في بيروت بعد حبيب ابو شهلا ... وسرعان ما كانت مقالاته سبباً لدخوله السجن في العام نفسه .. فكتب يومها من وراء القضبان : الى العهد مع محبّتي !  ديبلوماسي ، سياسي، مفكّر وصحافي ... صاحب صرخة الدفاع عن شعب لبنان يوم كان مندوباً دائماً لدى الامم المتحدة في عهد الرئيس الياس سركيس في العام 1978 ... فصرخ :  "أتركوا شعبي يعيش"... اثر الاعتداء الاسرائيلي على لبنان ... صرخة هزّت ضمير المجتمع الدولي فكان القرار 425!
انطلق فجر جبران غسان تويني بزخم كبير وثورة الشاب اليافع والحالم بالتغيير ... فكانت الانطلاقة من النهار العربي والدولي في باريس ومن ثم من خلال نهار الشباب وصوت الشباب الذي كان يصيح كل صباح مع صدور ديك النهار....
جبران تويني يعرف كل من عاصره هذه الاندفاعة في داخله والروح الثورية التي دفعته لمقاومة كل اشكال العبودية والوصاية فكانت صرخة الاستقلال الثاني ... وكان القسم بالدفاع عن لبنان العظيم

لم يتمكن جبران من مشاهدة لبنان يولد من جديد كما لم يتمكن من مشاهدة بناته واحفاده يكبرون ليحملوا مشعل الجريدة ... لكن... رغم لوعة وصدمة الفراق ... حملت العائلة الامانة واندفعت نايلة تويني الى السياسة وادارة الجريدة... فجبران تويني لم يمت والنهار مستمرّة ..

No comments:

هل حان وقت لبنان ؟

سقطت الرموز... فهل يرتقي الوطن؟     لم يكن أحد يتوقّع أن سيد المقاومة يمكن أن تمسّه اسرائيل. لم يكن أحد يتوقّع أن هالة "#نصر_الله...