Tuesday, June 6, 2017

يوبيل ذهبي ودكتوراه فخرية ومنبرُ حرّ : إنه مرسال غانم



يكرّم اليوم الإعلامي مرسال غانم في الجامعة اللبنانية الأميركية حيث سينال الدكتوراه الفخرية في الآداب والانسانيات ... هذا التكريم ليس بجديد على إعلامي من طراز غانم، ولكن الجديد والأهمّ أنه يأتي ليكللّ مسيرة ربع قرن من النجاح. فإليكم الحكاية في سطور...

في 27  نيسان 2017 أصبح عمر برنامج "كلام الناس" 22 عاماً . هذا البرنامج الحواري الذي يعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال لم ينقطع أسبوعاً عن البث المباشر منذ انطلاقته على الشاشة بتاريخ 27 نيسان من العام 1995؛ حتى ارتبط يوم الخميس، يوم عرض البرنامج، بيوميات الناس، فبات البعض منهم يضبط ساعته "السياسية" بحسب دقّات "كلام الناس" وساعة انطلاق البرنامج.



استطاع هذا البرنامج أن ينسجم مع تطلعات الناس ومطالبهم. مع أحلام بعض الشباب اللبناني وطموحاتهم. مع أجندات السياسيين ومشاريعهم. برنامج حواري؛ سياسي ذو طابع اجتماعي، استمرّ طيلة هذه الأعوام لسبب بل نقل لأسباب. ولعلّ أبرزها المقدّم والمحاور والمعدّ وهذا الثالوث اجتمع في شخص.  
فعندما نتحدث عن برنامج "كلام الناس" لا مجال إلا أن نذكر صانع البرنامج ومعدّه الإعلامي مرسال غانم، الذي استطاع أن يستمر طيلة هذه الأعوام محتلاّ المرتبة الأولى بين الإعلاميين والمحاورين السياسيين في لبنان. ظلّ جمهور البرنامج وفيَاً له ومتابعاً دون كلل أو ملل لأنه استطاع أن يقدّم المادّة المفيدة والمثيرة للاهتمام. فهذا البرنامج الذي يستمر الى اليوم واكب مراحل عديدة من تاريخ لبنان، مراحل طبعت بدورها تاريخ لبنان الحديث فواكب مرحلة لبنان السياسية ما بعد اتفاق الطائف 1990 وبدأ البثّ المباشر في مرحلة سياسية دقيقة من عمر البلد، بالأخص لناحية حرية الرأي والمعتقد والتعبير. برز هذا المنبر الحرّ فاسحاً المجال أمام الناس للتعبير وإيصال رأيهم للناس والمسؤولين دون مواربة أو أقنعة.

برنامج "كلام الناس" واكب ثورة إعلامية تمثلت بانطلاق الفضائيات وانتشار الصورة والصوت الى الفضاء الواسع والعالم العربي، فتحول دور البرنامج من دور محلي الى جسر عبور أو ربط بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، فكان مرسال غانم في كثير من الأحيان صوت المهاجر اللبناني الذي غاب عن وطنه قسراً بسبب الظروف القاسية والوضع الاقتصادي-المعيشي الخانق إضافة الى الحرب. في كثير من الملفات والقضايا الاجتماعية، حلّ البرنامج مكان الحكومات والوزارات المعنية، فتحوّل إلى ما يشبه "الضابطة العدلية" الإعلامية، رفع الصوت وحذّر فحرّك المعنيين في الملفات الغذائية والاقتصادية كما السياسية. 


أهمية برنامج "كلام الناس" تكمن أيضاً في أنه تمكن من ربط بين جيلين: جيل التسعينات وجيل الألفية الثانية الحديثة فمع العولمة وانطلاقة الألفية الجديدة ، استطاع أيضاً هذا البرنامج أن يطوّر نفسه بحلّة جديدة وبانطلاقة جديدة واكبت العصر واستطاعت أن تكون صلة الوصل بين الأجيال. ما انعكس بشكل كبير على الجيل الجديد وعلى شعبية مرسال غانم وانتشاره فأضحى عابراً للأجيال وفي نفس الوقت رابطاً بينهم. وهنا أستطيع أن أتحدث عن تجربتي المتواضعة مع هذا الرؤيوي الذي طلب منّي في العام 2007 أن أطوّر العمل على مواقع التواصل الاجتماعي وتحويلها من أداة كان يظنّها البعض أنها مادّة للتسلية وإضاعة الوقت الى مادّة سياسية تعبيرية أثبتت لاحقاً فعاليتها في ما سمّي بأحداث الربيع العربي في بلدان عدّة من المنطقة.

إذن وباختصار شديد : دكتور مرسال غانم استطاع أن يتأقلم ويتكيّيف مع كل الظروف والخضّات. صمد ربع قرن في وجه الأعاصير التي أطاحت بالاعلام والمؤسسات الاعلامية، وها هو يخطو اليوم واثقاً شامخاً مكرّماً مستحقّاً في الجامعة اللبنانية الاميركية ملقياً خطاباً ملهماً للأجيال مستوحياً إياه من مسيرته العصامية التي صنع نفسه بنفسه وتمكّن من تحقيق ما كان يعتقده البعض مستحيلاً.
إنها باختصار سيرة إعلامي استطاع أن يحتلّ قلوب الناس وكلامهم... ولا يزال منبره ينبض بالحريّة. 

6-6-2017

No comments:

هل حان وقت لبنان ؟

سقطت الرموز... فهل يرتقي الوطن؟     لم يكن أحد يتوقّع أن سيد المقاومة يمكن أن تمسّه اسرائيل. لم يكن أحد يتوقّع أن هالة "#نصر_الله...