صدمت هذين اليومين من حجم الامتعاض لدى البعض من مسألة
إقفال المحال بطلب من الأهالي في بعض المناطق المعروفة بالسهر والحياة الليلة الصاخبة وأحياناً بطلب من بعض البلديات ليلة الجمعة
العظيمة ولوقت محددّ ... وصدمت أكثر عندما اعتبر البعض الأمر تصرّفاً داعشياً... وهناك من يستسهل استعمال التعبير وكأنه مزحة سمجة... دون نسيان أن داعش تقتل المسيحيين وتفجّرهم على مذابح الصلاة... كما أن البعض الآخر اعتبر الأمر مسألة إكراه وهناك من تفاخر بتحدّي هذه الطلبات المفهومة والمنطقية بوضع صوره يشرب ويرقص... (ولا مشكلة إطلاقاً بهذا الموضوع لأن الديانة المسيحية هي من أكثر الديانات فرحاً ورقصاً وحبّاً للحياة وثقافة الحياة ، فقليل من الخمر يفرح قلب الانسان، أليس كذلك ؟؟ ) ... ولكن الأهم في كل هذا أن شعوراً مزعجاً انتابني وهو أن مسألة احترام الشعائر الدينية باتت محطّ سخرية واستهزاء لدى البعض... ينبغي توجيه رسالة محبة إلى هذه الفئة الممتعضة بالذات للقول : إن المسألة هذه ليست اختيارية ... فنحن في لبنان ارتضينا أن نعيش سوياً: مسلمين ومسيحيين وحتّى من هم مدنيين ( أنصار إقامة الدولة المدنية ) وأن كل ما يرعى ذلك هو الدستور اللبناني ...
والميثاق الوطني للعيش المشترك ... وتحديداً المادّة التاسعة التي نصّت على احترام العقائد والشعائر الدينية ... ولكن صرت أشعر وللأسف أن حتى هذه المسألة باتت تضيّق على
صدور البعض ... أحبائي: شئتم أو أبيتم : هذا لبنان حتى إشعار آخر. وإذا كان لدى البعض مشكلة من هذا الموضوع فليطرح الأمر في العلن والمجلس النيابي وليتم التصويت على تغيير هذا النظام وعندها نعرف تماماً حجم هذه الاصوات المطالبة بإلغاء المظاهر الدينية التي هي في صلب مجتمعنا وتكويننا ولكل كتاب جواب...
فيليب ابوزيد
No comments:
Post a Comment