Monday, February 27, 2017

هل ينتهي العالم سنة 2017 * ؟


لم يعد التجاذب والنقاش والسباق الاعلامي حكراً على استقطاب جمهور التلفزيون ... إنما مع دخول المفهوم الدعائي على المواقع الالكترونية، ومع حصول أصحاب هذه المواقع على الأموال مقابل عدد الزوّار الذين يتصفحّون الويب سايت ... انتقلنا الى مستوى جديد من المنافسة في هذا السياق.
وعندما نقول مستوى جديد لا يعني إطلاقاً مستوى أفضل ! بل وأن المصيبة هي في المضمون الذي صرنا نقرأه على المواقع الالكترونية بدون أي استثناء. والأنكى والأكثر فظاعة من كل ذلك ، اختيار العناوين الطنانة والرنّانة والفضائحية من أجل اجتذاب الجمهور والقرّاء .. ( واعوذ بالله من كلمة قرّاء ... لأنهم لا يقرأون سوى تلك الأخبار للأسف ) ... من الصحافة الورقية الصفراء التي كانت تسمّى صفراء نظراً لنوعيّتها الرخيصة كما أخبارها إلى المواقع الالكترونية الصفراء بمحتواها وعناوينها ولغتها وآدابها...


قد لا نعممّ ولكن للأسف فإن التجارب الجيّدة أقل بكثير من السيئة الطاغية اليوم... فما الهدف من هذه العناوين؟ وهل أصبح الاعلام الالكتروني فارغ المحتوى والرسالة لكي نذهب به أيضاً الى الهاوية ؟
الأمثلة هنا كثيرة ولكن أكثر ما يثير الغضب هو عنوان يبدأ بسؤال : 
ما الذي دفع الوزير X إلى مداعبة الاعلامية Y على الهواء ؟ 
أو  : ماذا يجري بين الاعلامية Y  والوزير X  ؟؟؟
تقرأ المضمون يكون بياناً للرد على ضيف استضفته الاعلامية Y ويرد عليه الوزير X ولا شيء يجمع بينهما سوى العنوان المزيّف.
وماذا عن العناوين التي تبدأ بأسماء إِشارة : "هذا ما فعله .. لجذب .. " أو "هذه هي الأمور التي يجب فعلها لتجنّب الموت" أو "تلك هي اللعنة التي حلّت علينا بوسائل التواصل الاجتماعي" ألخ ... ألخ...
وهناك من العناوين ما هو جنسي ، مثلاً: إليكم أسرار الانتصاب عند الرجل !
 و "هذا ما يثير رغبتها" .... بعد ناقص تزيدو على الخبر : "جربّه وخبرنا". أوليس الاعلام تفاعلياً ؟ أوليس قائماً على ردّة فعل القارىء... ربمّا يحكم الجمهور على التجربة وتصبح المداعبة جماعية ويفرح قلب المُعلِن .. وجيبه ! على حساب الاخلاق والقيم وكل ما تبقى من هذا المجتمع المهترئ.
ما يحصل على الأونلاين هو مسخرة ومهزلة وهرطقة ويدعو الى القلق والتشاؤم. فاذا كان هذا هو البديل عن الصحيفة الورقية فلن تعود الصحافة المطبوعة بخطر الزوال وحسب ... بل كل أسس ومفاهيم وقيم الصحافة بحد ذاتها.
أكتب عسى أن يقرأ أحد ...ويسمع ... فيفعل.

* أما بالعودة الى العنوان :  هل ينتهي العالم سنة 2017؟  فأعتذر عن اختيار العنوان الخاطئ وأدعوكم الى اختيار عنوان صحيح يلائم المضمون أكثر :) 


No comments:

هل حان وقت لبنان ؟

سقطت الرموز... فهل يرتقي الوطن؟     لم يكن أحد يتوقّع أن سيد المقاومة يمكن أن تمسّه اسرائيل. لم يكن أحد يتوقّع أن هالة "#نصر_الله...