شاهدنا في العام
المنصرم أكثر من فيلم ضخم من إنتاج "هوليود" أو السينما الأميركية ومن
هذه الأفلام ما تم تصويره في دبي (الإمارات العربية) أو في العاصمة التركية اسطنبول.
كم كنت أتمنى أن تكون "بيروت" أم الشرائع لؤلؤة المتوسط في هذه الأفلام.
كم كنت أتمنى أن يظهر وجه لبنان المشرق وإن لثوانِ... ولكن يا حسرة ! فالعين بصيرة
واليد قصيرة ! ويد الدولة "الطويلة" جدّاً على جيوب الناس (حتى بالضريبة
على الفوائد المصرفية بالتساوي بين الغني والفقير) ، هذه الدولة بالذات لا تملك من
الحنكة والفطنة ما يجعلها تفكّر بتسويق لبنان في هذه الأفلام على الرغم من أن
عدداً كبيراً من اللبنانيين خرقوا الصفوف الأمامية في صناعة الأفلام العالمية ....
حتى هؤلاء لم نتكبّد عناء الاتصال بهم وتشجيعهم على المجيء وإنتاج الأفلام عندنا.
لقطات من فيلم "مهمة مستيحلة" على برج خلية - دبي |
بل ما حصل كان العكس تماماً . فتم تسويق بيروت
مثلاً على أنها قاعدة للإرهاب في إحدى المسلسلات التي تعرض في أميركا
"هوملاند" وما يزيد الأمر "حقارة" وخطورة هو أن هذه المشاهد
صوّرت في "تل أبيب" المدينة الإسرائيلية التي يقول المنتج والمخرج لهذه
السلسلة بأنها تشبه بيروت لانها مطلة على البحر .... تظهر الحلقة لقطات اغتيال في
العاصمة بيروت لشخصية متطرفة تسير بالعباءات البيضاء وعلى الدراجات الهوائية... اعترضت
وزارة السياحة على الأمر ولكن ؟! ماذا بعد ؟! لماذا نقبل ونسكت عن إهانة شعب
وتاريخ بأسره ؟ كان حريّ بلبنان أن
يرسل رسالة اعتراض إلى أعلى المراجع الأميركية مطالباً بالاعتذار وسحب هذه السلسلة
التي تسيء وتزيد من التشويه لبلدنا لبنان ولعاصمتنا بيروت.
بيروت المفترضة في المسلسل - هوملاند - وهو مصوّر في إسرائيل |
قد
يأتي من يقول بأن هناك لوبي صهيوني يسيطر على صناعة الافلام الاميركية لكن
هل تحت شعار نظريات المؤامرة تستمر الاستباحة ونسكت عن الوقاحة التي تماس بحقنا ؟
ولماذا
لا ننشىء بدورنا لوبي لبناني قوامه 9 ملايين لبناني في البرازيل وحدها !
لو فكّرنا يوماً واحداً بقدرة هؤلاء اللبنانيين في أميركا وكندا واستراليا
والدول العربية والافريقية وبقدراتهم لتمكنّا من خرق كل الجبهات وتحقيق
الأفضل لشعبنا ووطننا.
على من تقرأ مزاميرك يا "داود" ؟! .. اعتدنا على الاهمال وعلى قاعدة " سارحة والرب راعيها " فمثلاً
العاصمة التي يمكن بسهولة تحويل طرقاتها الداخلية إلى حلبة سباق " فورمولا
واحد " متروكة للأشباح وللمحاّل التجارية التي تكش الذباب في وقت ان الناس في
موناكو تؤجّر شرفات منازلها لكي يتسنّى للناس مشاهدة السباق عندما ينظم في بلادهم.
نحن ماذا سنؤجرّهم ؟
"الزيتوناي باي" ؟ (هيك لازم تنلفظ) أو نؤجرّهم الأملاك البحرية الخاصّة
التي ابتلعت الشاطئ اللبناني من بيروت الى الناقورة ؟
فالج لا تعالج وعبثاً
نحاول أن نغيّر في هذا البلد ... سنبقى عالقون بين سندان السياسة ومطرقة الطائفية
وقرقعة الرصاص والقذائف بين الأحياء الفقيرة والأكثر فقراً في طرابلس إلى أن تتحول
فيلماً حقيقياً ، بل مسلسل من الدماء لن ينتهي في القريب المنظور.
---------
فيليب أبوزيد
مراجع للقارئ :
لقراءة المزيد عن المسلسل الذي يشوّه صورة بيروت - موقع سي بي سي الاخباري
1 comment:
Aya dawle aya baloute philo we2fit 3ala machhad bi mouvie aw moussalssal ma el lebnaniyeh kel yom 3am be3icho hayetoun metel el aflem men erheb wtonssib wte3tir khaliya tzabit ahwel el 3alam men jouwa bel awal wemnerja3 mnehke 3an el mawadi3 el kherijiyeh.
Post a Comment