Thursday, June 1, 2017

مُنعَت في لبنـــان


بعد أن كان مرحّباً بها في السابق، تمنع اليوم ملكة جمال اسرائيل من دخول لبنان... خبر أعادني سنة بالتحديد الى الوراء يوم كان يعرض الفيلم اللبناني welcome to Lebanon   جنباً الى جنب مع فيلم Criminal  وبطلته هي نفسها بطلة فيلم wonder woman اليوم. ولكن مع فوارق بسيطة : تحرّك الشعور القومي اليوم ودبّت روح الوطنية في شرايين البعض في الدولة اللبنانية من أجل تحصيل شرف لبنان وضرب العدو في الصميم ! 

استفاقة متأخرة جداً تكشف عمق الجهل الثقافي اللبناني وفقدان البوصلة وازدواجية المعايير ... فهناك المئات من الفنانين والممثلين في هوليود من اصول يهودية ويدعمون القضية الاسرائيلية وهم ضد العرب ولا نزال نشاهد افلامهم لا بل نقتنيها في منازلنا... كما أن من بينهم أشهر المخرجين لأكبر الافلام. لا بل أن صناعة السينما ككل في هوليود تخضع للّوبي الصهيوني ونذكر على سبيل المثال محاربة الممثل والمخرج الكاثوليكي ميل غيبسن وعدم دعمه لانتاج فيلم "آلام المسيح" أو Passion Of The Christ ما دفعه لانتاجه على نفقته الخاصة من خلال الشركة التي يملك ICON.



 الفارق إذن بين الأمس واليوم، أن الدولة تدخلت على أعلى المستويات لوقف هذا الفيلم من التداول والعرض في الصالات اللبنانية وذلك نتيجة لما كتب وتم التداول به في السابق وعبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل حملة مقاطعة اسرائيل-لبنان ومقالات أخرى. ويجب القول والتذكير والتوضيح أن المنع هو ليس بسبب يهودية الممثلة من منطلق ديني بل لكونها حاربت في صفوف جيش العدو الاسرائيلي وكانت لها مواقف ضدّ لبنان والشعب الفلسطيني وهنا يأخذ المنع منحاً آخر وكان يجب على المعنيين توضيح الأمر أكثر لكي لا يبدو لبنان بالنسبة للغرب بلداً يناهض الحريات الدينية والتنوّع كما أتت بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي الساخرة من القرار؛
   
لتبرير القرار، أشارت السلطات اللبنانية الى التعميم الصادر عن جامعة الدول العربية التي يلتزم لبنان مواثيقها ومقرراتها فنشر القرار الذي يمنع افلام غال غادوت في كل الدول العربية ؛ ولكن المستغرب أن الفيلم لا يزال مدرجاً للعرض في عدد كبير من الدول العربية من بينها الامارات وقطر والكويت وغيرها... فهل يكون لجامعة الدول العربية موقفاً في ذلك ؟ 

وكل هذا يجعل من لبنان مجدداً البلد الممانع الوحيد في الساحة فكما تجري كل الحروب العسكرية على أرضنا كذلك اليوم تدور معركة المقاطعة الثقافية. 
إثارة الوعي مهمة. ودراسة الافلام جيّداً قبل منحها أذونات بالعرض أهمّ. ويجب القول أن بعض هذه الافلام قد لا تسيء في المحتوى للبنان بقدر ما يسيء بعض العرب الى القضية الفلسطينية بالأساس.

مع تذكير بسيط أنه في عالم العولمة والاعلام المرئي ... أصبح المنع المحلّي وهم! دون أن ننسى صناعة قرصنة الأفلام وبيعها في كل الأراضي اللبنانية على عينك يا تاجر فأين دور الرقابة ؟ وماذا عن المنع وقدرة المنع مع وجود جمهورية Netflix ؟

وختاماً، يبقى أن المنع من العرض والمقاطعة لا تحدث ضرراً اقتصادياً بالفيلم أو بالاسرائيليين بقدر ما تحدث ضرراً معنوياً بهم والقول : ليس مرحبّاً بكم بعد في بلادنا.

السنة المقبلة سيزور لبنان 30 فيلماً أبطاله من اليهود... فهل تواجه المصير نفسه ؟ بالطبع لا ولكن الجواب يبقى رهن الاجراءات التي ستتخذها الدولة بعد هذه التجربة. والأهم من كل ذلك : تحديد المعايير كي لا نصبح جمهورية بلا رأس وكي لا نبقى نغرّد وحيدين خارج السرب... والسلام.




Every Day is a New Year ! My Roadmap to a Better 2024

Roadmap to a better, smarter 2024 ! "Here I am, at the beginning/end of each year, I find myself stuck in this chain of 'Roadmap to...